الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ١٠٢
3 (البزاز الدمشقي الصوفي)) سعد ين عبد الله البزاز كان صوفيا فاضلا وكانت له دنيا واسعة قال الجنيد صحبت خنس طبقات من الناس أولهم أبو الحسن سري وحارث بن أسد وأبو عبد الله الخصاب وأبو يعقوب محمد بن الصباح ونظرائهم في السن والمكان والطبقة الثانية أبو عثمان الوراق وأبو الحسن ابن الكريبي وأبو حمزة وعد جماعة في السن والمكان والطبقة الثالثة محمد بن وهب الزيات وسعد الدمشقي البزاز وحسن النجار ونظرائهم في السن والمكان والطبقة الرابعة أبو القاسم الواسطي وأبو عبد الله الجبلي وعد جماعة في السن والمكان والطبقة الخامسة هي هذه التي نحن فيها فما رأيت أحدا منهم زحمته حجة عند صاحبه إلى حيث انتهى يجتشم عن صاحبه إلا لنقص كان في أحدهم وعلى ذلك مضى أكابر هذه العصبة وكان سعد من أهل خراسان فاسترق وأهدي إلى المعتصم وكان على خزانة كسوته فلما مات أعتق فخرج إلى الشام وصحب بها أحمد بن أبي الحواري واجمع فيه آداب الفقراء والملوك وفتح الله عليه الدنيا فأنفق ما يملكه على القوم ومات فقيرا وكانت وفاته 3 (سعد بن شداد)) وهو سعد الرابية الكوفي سمي الرابية بموضع كان يعلم فيه النحو أخذ عن أبي الأسود الدئلي وكان مزاحا مضحكا اجتمعت بنو راسب والطفاوة إلى زياد بن أبيه في مولد فقال سعد الرابية أيها الأمير يلقى هذا المولد في الماء فإن رسب فهو من راسب وإن طفا فهو طفاوة فأخذ زياد نعله وقام ضاحكا وقال ألم أنهك عن الهزل في مجلسي وفيه يقول) الفرزدق من البسيط * إني لأبغض سعدا أن أجاوره * ولا أحب بني عمرو بن يربوع * * قوم إذا غضبوا لم يخشهم أحد * والجار فيهم ذليل غير ممنوع * وكان عبيد الله بن زياد يستظرفه وبقربه فأبطأ عن صلته أشهرا فقال يوما عبيد الله ما أحوجني إلى وصفاء لهم حلاوة وقدود ورشاقة يقومون على رأسي ويلوثون ثوبي فقال سعد حاجتك عندي أيها الأمير وعمد إلى أصلح من قدر عليه من الغلمان الذين عنده في مكتبه فألبسهم ثياب الوصفاء وأتى من قدر عليه من الغلمان الذين عنده في مكتبه فألبسهم ثياب الوصفاء وأتى بهم فأعجب بهم عبيد الله واشتراهم وغالى بهم ومضى سعد فاختفى عند بعض أصحابه فلما جاء الليل بكر الصبيان فقال عبيد الله أي شيء تريدون فقال كل منهم نريد بيتنا فقال وأين بيتكم فقالوا في موضع كذا وكذا وأنا ابن فلان وهذا ابن فلان ففطن عبيد الله أنها حيلة وسخرية وأنه أخذ المال باطلا فوضع عليه الرصد فلما جيء به قال ما حملك على ما فعلت قال أبطأت صلتك عني وقطعتني ما عودتني
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»