الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ١٠٤
فلما بلغت الأبيات أبا الفوارس قال من الخفيف لا تضع من عظيم قدر وإن كنت مشارا إليه بالتعظيم * فالشريف الكريم بنقص قدرا * بالتجري على الشريف الكريم * ولع الخمر بالعقول رمى الخمر بتنجيسها وبالتحريم وعمل فيه خطيب الحويرة البحيري من الكامل * لسنا وحقك حيص بي * ص من الأعراب في الصميم * ولقد كذبت على بحير كما كذبت على تميم وإنما قيل له حيص بيص لأنه رأى العامة يوما في حركة مزعجة وأمر شديد فقال ما للناس في حيص بيص فبقي ذلك لقبا له العرب تقول وقع الناس في حيص بيص إذا كانوا في شدة واختلاط وسموا ابنه هرج مرج وسموا ابنته دخل خرج قال ابن خلكان قال الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف المخزن وكان من الثقات أهل السنة رأيت في المنام علي بن أبي طالب فقلت له يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم فقال لي أما سمعت أبيات ابن صيفي في هذا فعلت لا فقال اسمعها منه ثم استيقظت فبادرت إلى دار حيص بيص فخرج إلي فذكرت له الرؤيا) فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي إلى أحد وإن كنت نظمتها إلا في ليلتي هذه ثم إنه أنشدني من الطويل * ملكنا فكان العفو منا سجية * ولما ملكتم سال بالدم أبطح * * وحللتم قتل الأسارى وطالما * غدونا على الأسرى نمن ونصفح * * وحسبكم هذا التفاوت بيننا * وكل إناء بالذي فيه ينضح * وتوفي الحيص بيص سنة أربع وسبعين وخمس مائة وكان إذا سئل عن عمره يقول وأنا أعيش مجاوفة وكان يزعم أنه من ولد أكثم بن صيفي حكيم العرب ولم يترك أبو الفوارس عقبا ومن شعره من الوافر * إذا شوركت في حال بدون * فلا يغشاك عار أو نفور * * تشارك في الحياة بغير خلف * ارسطاليس والكلب العقور * ومنه من الخفيف * منه الدون في الرقاب حبال * محصات كأحبل الخناق * * غير أن التحنيق مرد وهذا * ألم مع الدهر باق * * فإذا أخفق الرجاء من الدو * ن فأكرم بذاك من إخفاق *
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»