الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ٢٨٣
الموت بقتل قاتله وإطلاق فهد ومعه وصية وأمر أن يقرأها على الجماعة وهو عهد عهدناه إلى الرئيس ناصر الدين سنان وأمرناه بقراءته على سائر الرفاق أعاذكم الله جميع الإخوان من اختلاف الآراء واتباع الأهواء إذ ذاك فتنة الأولين وبلاء الآخرين وفيه عبرة للمعتبرين ومن تبرأ من أعداء الله وأعداء ولية ودينة عليه موالاة أولياء الله والاتحاد بالوحدة سنة جامع الكلم كلمه الله والتوحيد والإخلاص لا إله إلا الله عروة الله الوثقى وحبله المتين ألا فتمسكوا به واعتصموا عباد الله الصالحين فله صلاح الأولين وفلاح الآخرين اجمعوا آراءكم لتعليم شخص معين بنص من الله ووليه فتلقوا ما يلقيه إليكم من أوامره ونواهيه بقبول فلا ورب العالمين لا تؤمنون حتى تحكموه فيما شجر بينكم ثم لا تجدوا في أنفسكم حرجا مما قضى وتسلموا تسليما فذلك الاتحاد به بالوحدة التي هي أية الحق المنجية من المهالك المؤدية إلى السعادة السرمدية إذ الكثرة علامة الباطل المؤدية الشقاوة المخزية والعياذ بالله من زواله وبالواحد من إلهة شتى وبالوحدة من الكثرة بالنص والتعليم من الأدواء والأهواء المختلفة وبالحق من الباطل وبالآخرة الباقية من الدنيا الملعونة الملعون ما فيها إلا ما أريد به وجه الله ليكون علمكم وعملكم خالصا لوجهه الكريم يا قوم إنما دنياكم ملعبة لأهلها فتوودوا منها للأخرى وخير الزاد التقوى إلى أن قال أطيعوا أميركم ولو كان عبدا حبشيا ولا تزكوا أنفسكم انتهى وكان سنان أعرج بحجر وقع عليه من الزلزلة الكائنة في أيام نور الدين فاجتمع أصحابه إليه وقالوا نقتلك لترجع إلينا صحيحا فإنا نكره أن تكون فينا أعرج فقال اصبروا علي ليس) وأما الدعوة النزارية فهي نسبة إلى نزار بن المستنصر بالله معد بن الظاهر علي بن الحاكم العبيدي وكان نزار قد بايع له أبوه وبث الدعاة له في البلاد منهم صباح الدعوة وكان ذا سمت ووقار ونسك وذلق فدخل الشام والسواحل فلم يتم له مراد فتوجه إلى بلاد العجم وتكلم مع أهل الجبال والغتم والجهلة وقصد قلعة الموت وهي حصينة وأهلها ضعاف العقول فقراء وفيهم قوة فقال لهم نحن قوم زهاد نعبد الله في هذا الجبل ونشتري منكم نصف هذه القلعة بسبعة آلاف دينار فباعوه إياها وأقام بها هو وجماعته فلما قوي استولى على الجميع وبلغ عدة قومه ثلاث مائة ونيفا واتصل بماك تلك الناحية أن ههنا قوما يفسدون عقائد الناس وهم في تزيد فجاء إليهم ونزل عليهم وأقبل على سكره ولذاته فقال رجل من قوم صباح اسمه علي اليعقوبي أي شيء لي عندكم إن أنا كفيتكم مؤونة هذا العدو قالوا نذكرك في تسابيحنا قال فنزل من القلعة ليلا وقسم الناس أرباعا في نواحي العسكر ورتب معهم طبولا وقال إذا سمعتم الصباح فاضربوا الطبول ثم انتهز الفرصة من عزة الملك وهجم عليه فقتله فصاح أصحابه فقتل الخواص عليا وضرب
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»