الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٢٨٨
الإعادة بالمدرسة النظامية ثم التدريس بالمدرسة البهائية وكان فاضلا كثير المحفوظ متدينا سديد الفتاوى متعصبا لطلاب العلم سمع الحديث من أبي الوقت عبد الأول السجزي وغيره وتوفي سنة ثمان عشرة وست مائة 3 (نجم الدين ابن الزيبق)) داود بن أبي بكر بن محمد هو الأمير نجم الدين المعروف بابن الزيبق عاش من العمر ستا وسبعين سنة ولم يكن في وجهه من الشيب إلا ما قل كان من رجال المباشرات وأصحاب السياسات له الحرمة الوافرة والهيبة الوافية وفيه عبسة وإطراق وصمت إذا كان في دسته ومنصبه وإذا خلا بأصحابه زال ذلك جميعه وكان يرعى صاحبه ولا ينساه ويخدم الناس وفيه تجمل وود وحسن سياسة باشر ولاية نابلس وفتك فيهم وأراق دماءهم وبعد ذلك لما انتقل عنهم وولي شد الداووين بدمشق وغضب عليه الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله وأمسكه ثم طلب منه مائة ألف درهم فجاء أكابر جبل نابلس وقالوا نحن نزنها عنه ويعود إلينا فكان ذلك من أسباب الرضى عنه أخذ العشرة وباشر في أيام سلار خاص الساحل والجبل ثم إنه باشر خاص القبلية وبعد ذلك الخاص بدمشق عوضا عن الأمير سيف الدين بكتمر ثم إنه باشر شد الدواوين بحمص ثم باشر شد الأوقاف بدمشق ثم تولى جبل نابلس ثم أنه نقل إلى شد الدواوين بدمشق عوضا عن الأمير بدر الدين محمد بن الخشاب ثم عزل وجرى ما جرى على ما تقدم ثم باشر شد غزة والساحل والجبل وشكر للسلطان الملك الناصر فطلبه إلى مصر وولاه ولاية مصر وشد الجهات والصناعة والأهراء وأعطاه طبلخاناة ولم يداخل النشو ناظر الخاص وراج عليه الأمير علاء الدين بن المرواني وداخل النشو وكان إذا حضرا عنده ينبسط ابن المرواني بين يدي النشو مع من يكون حاضرا ويندب وينشرح ونجم الدين في تصميم وإطراق أو يرى أنه) ناعس إلى أن رأى النشو أنه ما يجيء منه شيء ولا يدخل في دائرته فاتفق مع الأمير سيف الدين ملكتمر الحجازي وأتقن الأمر وأحضروا من شكا منه في يوم دار العدل فعزله ورسم بإخراجه إلى دمشق إكراما للأمير سيف الدين تنكز في يومه ذاك فعاد إلى دمشق فولاه شد الأوقاف وشد الخاص ولم يزل على ذلك إلى أن جرت واقعة النصارى في حريق جامع دمشق الأموي فسلمهم الأمير سيف الدين تنكز إليه فتولى عقوبتهم وتقريرهم واستخراج أموالهم وصلبهم وحريقهم وفي ذلك جرت واقعة تنكز وأمسك كل من كان من جهته فأمسك أيضا وكان هو الذي عمر الخان المشهور للأمير سيف الدين طاجار الدوادار بقرية جينين وهو خان عظيم لم يكن على درب مصر أحسن منه فأفرج عنه وتولى نابلس ثانية ثم عزل أيام الأمير علاء الدين أيدغمش ثم تولى بر دمشق في أيام طقزتمر وجعل ولده شجاع الدين نائبه
(٢٨٨)
مفاتيح البحث: بكر بن محمد (1)، دمشق (8)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»