يقع في علي ويذم بئر زمزم كان نحوا من الحجاج وبقي على ولاية العراق بضع عشرة سنة ثم عزله هشام وولى يوسف بن عمر الثقفي يقال أن امرأة أتته فقال أصلح الله الأمير إني امرأة مسلمة وإن عاملك فلانا المجوسي وثب علي فأكرهني على الفجور وغصبني نفسي فقال لها كيف وجدت قلفته فكتب بذلك كحسان النبطي إلى هشام وعنده يومئذ رسول يوسف بن عمر فكتب معه إليه بولاية العراق ومحاسبة خالد وعماله وكان باليمن فاستخلف ابنه الصلت على اليمن وخرج يوسف فينفر يسير فسار من صنعاء إلى الكوفة على الرحال في سبع عشرة يوما وقدم الكوفة سحرا وأخذ خالد وحبسه وحاسبه وعذبه ثم قتله أيام الوليد جعل قديمه بين خشبتين وعصرهما حتى انقصفا ثم على ساقيه فانقصفا ثم على وركيه فانقصفا ثم على صلبه فلما انقصف مات خالد في المحرم سنة ست وعشرين ومائة ويل سنة خمس وعشرين ودفن بالحيرة ليلا وهو فيذلك كله لا يتأوه ولا ينطق ولما كان في السجن امتدحه أبو الشعب العبسي بقوله من الطويل * ألا إن خير الناس حيا وميتا * أسير ثقيف عندهم في السلاسل * * لعمري لئن عمرتم السجن خالدا * وأوطأتموه وطأة المتثاقل * * لقد كان نهاضا بكل ملمة * ومعطي اللهى غمرا كثير النوافل * * فإن تسجنوا القسري لا تسجنوا اسمه * ولا تسجنوا معروفه في القبائل *) وكان يوسف قد جعل على خالد كل يوم حملا يحمله وإن لم يقم به في يومه عذبه فلما وصلت الأبيات إلى خالد كان قد حصل من قسطه سبعين ألف درهم فأنفذها له وقال له اعذرني فقد ترى ما أنا فيه قردها أبو الشعب وقال لم أمدحك لمال ولكن لمعروفك وأفضالك فأقسم عليه ليأخذنها ويقال أن خالدا من ولد شق الكاهن ويقال أن أمه كانت نصرانية وأنه بنى لها كنيسة تتعبد فيها ولذلك قال الفرزدق يهجوه من الطويل * ألا قبح الرحمن ظهر مطية * أتت تتهادى من دمشق بخالد * * وكيف يؤم الناس من كان أمه * تدين بأن الله ليس بواحد * * بنى بيعة فيها الصليب لأمه * ويهدم من بغض منار المساجد * ولجده صحبة وروى خالد عن أبيه وروى له أبو داود وكان خطيبا بليغا قال ابن معين رجل سوء يقع في علي وقال على المنبر إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفا من الأعراب من تمر وسويق وفي سنن أبي داود أنه أضعف صاع العراق بجعله ستة عشر رطلا
(١٥٦)