الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ٤٩
وكان لا يأكل إلا من كسب يده تدينا فكان لا يجلس للقضاء ولا الاشتغال حتى ينسخ كراسا يأخذ أجرته عشرة دراهم قال ابن أبي الفوارس كان يذكر عنه الاعتزال ولم يظهر منه شيء وأفتى في جامع المنصور خمسين سنة وصام أربعين سنة شرح كتاب سيبويه وألفات القطع والوصل والإقناع في النحو وكمله ولده يوسف وأخبار النحاة والوقف والابتداء وصناعة الشعر والبلاغة وشرح مقصورة ابن دريد والمدخل إلى كتاب سيبويه وجزيرة العرب وكانت بينه وبين أبي الفرج صاحب الأغاني منافسة جرت العادة بمثلها بين الفضلاء فقال أبو الفرج من الخفيف لسن صدرا ولا قرأت على صدر ولا علمك البكي بشاف * لعن الله كل نحو وشعر * وعروض يجيء من سيراف * وجرت بينه وبين متى بن يونس القنائي الفيلسوف مناظرة طويلة قد ساقها ياقوت في معجم الأدباء وهي طويلة وطول ترجمته إلى الغاية أيضا وتوفي سنة ثمان وستين وثلاثمائة وكان أبو حيان التوحيدي يعظمه وقد ملأ تصانيفه بذكره والثناء عليه وذكر فضائله 3 (أبو أحمد العسكري)) الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري أبو أحمد اللغوي العلامة مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين وتوفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وكان أحد الأئمة في الأدب وهو صاحب أخبار ونوادر وله رواية متسعة وتصانيف مفيدة منها كتاب التصحيف وراحة الأرواح والحكم والأمثال وتصحيح الوجوه والنظائر والزواجر والمواعظ وصناعة الشعر والمختلف والمؤتلف وكان قد سمع ببغداد والبصرة وإصبهان وغيرها من شيوخ فيهم أبو القاسم البغوي وأبو داود السجستاني وبالغ في الكتابة وعلت سنه واشتهر في الآفاق بالدين والدراية والتحديث) والإتقان وانتهت إليه رياسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس بقطر خوزستان ورحل إليه الأجلاء للأخذ عنه والقراءة عليه وكان يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته ما يختاره من عالي روايته عن أشياخه المتقدمين
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»