الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ١٤١
فلما سمع الأبيات اشترى له بدرهم لحما وطبخه وأطعمه وتفارقا وتنقلت الأحوال بالمهلبي وولي الوزارة وضاقت الأحوال برفيقه الصوفي فقصده وكتب إليه من الوافر * ألا قل للوزير فدته نفسي * مقالة مذكر ما قد نسيه * * أتذكر إذ تقول لضيق عيش * ألا موت يباع فأشتريه * فلما وقف عليها تذكره وأمر له في الحال بسبعمائة درهم ووقع في رقعته مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ثم دعا به وخلع عليه وقلده عملا ولما ترقت به الحال قال من مجزوء الكامل * رق الزمان لفاقتي * ورثى لطول تقلقي * فأنالني ما أرتجيه وحاد عما أتقي) فلأصفحن عنا أتاه من الذنوب السبق * حتى جانيه بما * صنع المشيب بمفرقي * ومن شعره أيضا من الخفيف قال لي من أحب والبين قد جد وفي مهجتي لهيب الحريق * ما الذي في الطريق تصنع بعدي * قلت أبكي عليك طول الطريق * قال أبو إسحاق الصابي صاحب الرسائل كنت يوما عند الوزير المهلبي فأخذ ورقة وكتب فيها فقلت بديها من البسيط * له يد برعت جودا بنائلها * ومنطق دره في الطرس ينتثر * * فحاتم كامن في بطن راحته * وفي أناملها سحبان يستتر * ومن شعره من البسيط * الجود طبعي ولكن ليس لي مال * فكيف يصنع من بالقرض يحتال * * فهاك خطي فخذه منك تذكرة * إلى اتساع فلي في الغيب آمال * ومنه من الوافر * أتاني في قميص اللاذ يسعى * عدو لي يلقب بالحبيب * * فقلت له فديتك كيف هذا * بلا واش أتيت ولا رقيب * * فقال الشمس أهدت لي قميصا * كلون الشمس في شفق الغروب * * فثوبي والمدام ولون خدي * قريب من قريب من قريب * ومنه من المنسرح
(١٤١)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)، الجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»