الاحسان فقال ابن أسد ما سمعت بقصيدة جحدت فنفعت صاحبها مثل هذه فجزاك الله خيرا وانصرف الغساني من حيث جاء وأقام ابن أسد مدة ونزحت حاله وجفاه اخوانه وعاداه أعوانه ولم يقدم أحد على مرافدته حتى أضر به العيش ونظم قصيدة مدح بها ابن مروان فلما وقف عليها غضب وقال ما يكفيه أن يخلص منا رأسا برأس حتى يريد منا الرفد لقد أذكرني بنفسه اصلبوه فصلب سنة سبع وثمانين وأربعمئة ومن شعره من الوافر * أريقا من رضابك أم رحيقا * رشفت فلست من سكري مفيقا * * وللصهباء أسماءولكن * جهلت بأن في الأسماء ريقا * ومنه من الكامل * ولرب دان منك يكره قربه * وتراه وهو غشاء عينك والقذى * * فاعرف وخل مجربا هذا الورى * واترك لقاءك ذا كفافا والق ذا * ومنه من البسيط * يا من جلا ثغره الدر النظيم ومن * تخال أصداغه السود العناقيدا * * اعطف على مستهام صيم من أسف * على هواك وفي حبل العناقيدا * ومنه من الطويل * بعدت فأما الطرف مني فشاهد * لشوقي وأما الطرف منك فراقد * * فسل عن سهادي أنجم الليل إنها * ستشهد لي يوما بذلك الفراقد * * قطعتك إذا أنت القريب لشقوتي * وواصلني قوم إلي أباعد * * فيا أهل ودي إن أبى وعد قربنا * زمان فأنتم لي به إن أبى عدوا * ومنه من البسيط * لا يصرف الهم إلا شدو محسنة * أو منظر حسن تهواه أو قدح) * (والراح لهم أنقاها فخذ طرفا * منها ودع أمة في شربها قدحوا * * بكر تخال إذا ما المزج خالطها * سقاتها أنها زندا بها قدحوا * ومنه من السريع * تراك يا متلف جسمي ويا * مكثر إعلالي وإمراضي * * من بعد ما أضنيتني ساخط * علي في حبك أم راض * ومنه من البسيط * قد كان قلبي صحيحا كالحمى زمنا * فمذ أبحت الهوى منه الحمى مرضا *
(٣٠٩)