الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ١١٨
وتولى القضاء بمصر سنة ثمان أو سنة تسع وأربعين ومائتين وقيل قدمها متوليا من قبل المتوكل يوم الجمعة لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين وظهر من حسن سيرته وجمال طريقته ما هو مشهور له مع أحمد بن طولون أخبار ووقائع مذكورة كان يدفع له كل سنة ألف دينار خارجا عن المقرر له فيتركها بختمها ولا يتصرف فيها فلما دعاه إلى خلع الموفق بن المتوكل والد المعتضد من ولاية العهد امتنع بكار من ذلك فاعتقله أحمد وطالبه بجملة المبلغ فحمله إليه بختمه وكان ثمانية عشر كيسا في كل كيس ألف دينار فاستحيى أحمد منه وأمره أن يسلم القضاء إلى محمد بن شاذان الجوهري ففعل وجعله كالخليفة له وبقي مسجونا مدة سنين وكان يحدث من السجن في طاق لأصحاب الحديث لأنهم شكوا إلى ابن طولون انقطاع سماع الحديث من بكار وسألوه أن يأذن له في الحديث ففعل وكانت ولادته بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائة قال ابن خلكان وتوفي وهو باق على القضاء مسجونا يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة سبعين ومائتين وقبره بمصر وبقيت مصر بعده بلا قاض ثلاث سنين وقبره بالقرب من قبر الشريف طباطبا مشهور هناك عند مصلى بني مسكين على الطريق تحت الكرم بينه وبين الطريق معروف باستجابة الدعاء وكان القاضي بكار أحد البكائين التالين لكتاب الله تعالى وكان إذا خلا من الحكم تفرد بنفسه وعرض عليها) قصص جميع من تقدم إليه وما حكم به وبكى وكان يخاطب نفسه ويقول بكار تقدم رجلان في كذا وتقدم إليك خصمان في كذا وحكمت بكذا فما يكون جوابك غدا وكان يكثر الوعظ للخصوم إذا أرادو اليمين ويتلو عليهم قوله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله ثمنا قليلا إلى آخر الآية وكان يحاسب أمناءه في كل قوت ويسأل عن الشهود في كل وقت 3 (أبو عيسى المقرئ)) بكار بن أحمد بن بكار بن بنان أبو عيسى المقرئ بغدادي مشهور بالإقراء أقرأ ستين سنة قرأ على عبد الله بن الصقر السكري وغيره وتوفي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة 3 (الحنفي العنبري)) بكار بن الحسن بن عثمان العنبري الأصبهاني الفقيه الحنفي امتحن أيام الواثق فلم يجب القاضي فعزم القاضي حيان بن بشر على نفيه من أصبهان فجاء البريد بموت الواثق فطرد الأعوان عن داره فقال الناس ذهب بكار بالدست وخري القاضي في الطشت وتوفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»