الطعام فدعا أشعب في شهر رمضان ليفطر عنده فقدمت إليه أول ليلة مصلية معقودة وكانت تعجبه فأمعن فيها أشعب وزياد يلمحه فلما فرغوا من الأكل قال زياد ما أظن لأهل السجن إماما يصلي بهم في هذا الشهر فليصل بهم أشعب فقال أشعب أو غير ذلك أصلحك الله قال وما هو قال أن لا أذوق مصلية أبدا فخجل زياد وتغافل عنه وقال أشعب جاءتني جارية بدينار وقالت هذا وديعة عندك فجعلته بين ثني الفراش فجاءت بعد أيام وقالت الدينار فقلت ارفعي الفراش وخذي ولده وكنت تركت إلى جانبه درهما فتركت الدينار وأخذت الدرهم وعادت بعد أيام فوجدت معه درهما آخر فأخذته وعادت في) الثالثة كذلك فلما رأيتها في الرابعة تباكيت فقالت ما يبكيك فقلت مات دينارك في النفاس فقالت وكيف يكون للدينار نفاس فقلت يا فاسقة تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالنفاس وسأل سالم بن عبد الله بن عمر أشعب عن طعمه فقال قلت لصبيان مرة اذهبوا هذا سالم قد فتح بيت صدقة عمر حتى يطعمكم تمرا فلما مضوا ظننت أن الأمر كان كما قلت لهم فعدوت في أثرهم وقيل له ما بلغ طمعك قال أرى دخان جاري فأثرد وقيل له أيضا ذلك فقال ما رأيت اثنين يتساران إلا ظننت أنهما يأمران لي بشيء وجلس يوما في الشتاء إلى رجل من ولد عقبة ابن أبي معيط فمر به حسن بن حسن فقال له ما يقعدك إلى جانب هذا قال أصطلي بناره ولما مات ابن عائشة المغني جعل أشعب يبكي ويقول قلت لكم زوجوا ابن عائشة المغني من الشماسية حتى يخرج بينهما مزامير داود فلم تفعلوا ولكن لا يغني حذر من قدر ولما أخرجت جنازة الصريمية المغنية كان أشعب جالسا مع نفر من قريش فبكى عليها وقال اليوم ذهب الغناء كله وترحم عليها ثم مسح عينيه والتفت إليهم وقال وعلى ذلك فقد ذلك الزانية شر خلق الله فضحكوا وقالوا يا أشعب ليس بين بكائك عليها وبين لعنك لها فرق قال نعم كنا نجيئها الفاجرة بكبش إذا أردنا أن نزورها فتطبخ لنا في دارها ثم لا تعشينا إلا بسلق وجاز به يوما سبط لابن سريج فوثب إليه وحمله على كتفه وجعل يرقصه ويقول فديت من ولد على عود واستهل بغناء وحنك بملوى وقطعت سرته بزير وختن بمضراب وتبع امرأة يوما فقالت له ما تصنع بي ولي زوج قال تسري بي فديتك وقيل له أرأيت أطمع منك قال نعم كلب أم حومل تبعني فرسخين وأنا أمضغ كندرا ولقد حسدته على ذلك وخفف الصلاة مرة فقال له بعض أهل المسجد خففت الصلاة جدا فقال إنها صلاة لم يخالطها رياء وقال له رجل كان صديق أبيه كان أبوك عظيم اللحية فمن أشبهت أنت قال أشبهت أمي وقيل له هل رأيت أطمع منك قال نعم خرجت إلى الشام مع رفيق لي فنزلنا بعض الديارات فتلاحينا فقلت أير هذا الراهب في حر أم الكاذب فلم نشعر إلا بالراهب قد اطلع علينا وقد أنعظ وقال أيكما الكاذب
(١٦٠)