الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ٩٠
هذه فقالوا دينار فقال أهل هذا الزقاق ما حالهم حال من يأكل السمكة بدينار لأنه زقاق قريب من الصحراء لا ينزله من معه شيء وهذه بلية يجب كشفها فاستبعدوا القضية فقال اطلبوا لي امرأة من الدرب فاستسقي له ماء من غير ذلك الباب فلم يزالوا يطلبون منها شربة بعد شربة والوالي يسأل) ويفحص عن دار دار وهي تخبره إلى أن قال لها فهذه الدار من يسكنها فقالت لا والله ما أدري غبر أن فيها خمسة شباب أغمار كأنهم تجار نزلوا ههنا منذ شهر لا نراهم يخرجون نهارا إلا في كل مدة طويلة وهم مجتمعون يأكلون ويشربون ويلعبون الشطرنج والنرد ولهم صبي يلعب معهم ويخدمهم وإذا كان الليل انصرفوا إلى دار لهم في الكرخ على ما نسمعهم يقولون ولا يبيتون عندنا ويدعون الصبي في الدار يحفظها فإذا كانوا سحيرا جاءوا ونحن نائمون فقال الوالي توكلوا بحوالي الدار ودعوني على بابها وأنفذ في الحال يستدعي برجال ورقاهم إلى سطوح الجيران ودق هو الباب فخرج الصبي ودخل الرجال الدار فما فاتهم من القوم أحد وحملهم إلى مجلس الشرطة وقررهم فوجدهم أصحاب الجناية فارتجع منهم أكثر ما كانوا أخذوه ودلوه على بقية أصحابه فتتبعهم توفي الواثقي سنة أربع وتسعين ومائتين 3 (القطان)) أحمد بن محمد بن يحيى القطان روى عنه ابن ماجة وقال ابن أبي حاتم صدوق وتوفي سنة ثمان وخمسين ومائتين 3 (ابن الأبار الإشبيلي)) أحمد بن محمد الخولاني الأندلسي الإشبيلي المعروف بابن الأبار الشاعر المشهور كان من شعراء المعتضد عباد صاحب إشبيلة المحسنين في فنونهم وكان عالما جمع وصنف ومن محاسن شعره قوله * لم تدر ما خلدت عيناك في خلدي * من الغرام ولا ما كابدت كبدي * * أفديه من زائر رام الدنو فلم * يسطعه من غرق في الدمع متقد * * خاف العيون فوافاني على عجل * معطلا جيده إلا من الجيد * * عاطيته الكأس فاستحيت مدامتها * من ذلك الشنب المعسول والبرد * * حتى إذا غازلت أجفانه سنة * وصيرته يد الصهباء طوع يدي *
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»