الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ٧٤
نفسه ويتفقد أمره فيعف ويشجع ويحكم علامة عفته أن يقتصد في مآرب بدنه حتى لا يحمله الشره على ما يضر جسمه أو يهتك مروءته وعلامة شجاعته أن يحارب دواعي نفسه الذميمة حتى لا تقهره شهوة قبيحة ولا غضب في غير موضعه وعلامة حكمته أن يستبصر في اعتقاداته حتى لا يفوته بقدر طاقته شيء من العلوم والمعارف الصالحة ليصلح أولا نفسه ويهذبها ويحصل له من هذه المجاهدة ثمرتها التي هي العدالة وعليه أن يتمسك بهذه التذكرة ويجتهد في القيام بها والعمل بموجبها وهي خمسة عشر بابا إيثار الحق على الباطل في الاعتقاد والصدق على الكذب في الأقوال والخير على الشر في الأفعال وكثرة الجهاد الدائم لأجل الحرب الدائم بين المرء ونفسه والتمسك بالشريعة ولزوم وظائفها وحفظ المواعيد حتى ينجزها وأول ذلك ما بيني وبين الله جل وعز قلة الثقة بالناس بترك الاسترسال محبة الجميل) لأنه جميل لا لغير ذلك الصمت في أوقات حركة النفس للكلام حتى يستشار فيه العقل حفظ الحال التي تحصل في شيء حتى تصير ملكة ولا تفسد بالاسترسال الإقدام على كل ما كان صوابا الإشفاق على الزمان الذي هو العمر ليستعمل في المهم دون غيره ترك الخوف من الموت والفقر ليعمل ما ينبغي وترك التواني ترك الاكتراث لأهل الشر والحسد لئلا يشتغل بمقابلتهم وترك الانفعال لهم وحسن احتمال الغنى ة الفقر والكرامة والهون لجهة وجهه ذكر المرض وقت الصحة والهم وقت السرور والرضى عند الغضب ليقل الطغى والبغي قوة الأمل وحسن الرجاء والثقة بالله عز وجل وصرف جميع البال إليه وهذا ابن مسكويه معدود في فلاسفة الإسلام 3 (أبو جعفر الطبري النحوي)) أحمد بن محمد بن يزداد بن رسم أبو جعفر النحوي الطبري سكن بغداذ قال الخطيب وحدث بها عن نصر بن يوسف وهاشم بن عبد العزيز صاحبي علي بن حمزة الكسائي وله من الكتب كتاب غريب القرآن كتاب المقصور والممدود كتاب المذكر والمؤنث كتاب صورة الهمز كتاب التصريف كتاب النحو وكان مؤدبا في دار الوزير ابن الفرات وكان لا يوصل إليه إلا بالشفاعات والحيل وكان بصيرا بالنحو حاذقا فيه أخذ القراءة عن نصير ابن يوسف أبي المنذر النحوي
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»