ابن ماسويه الطبيب فيصف له الأدوية فلا يتعالج منها بشيء ثم إنه أذن له في الانصراف إلى منزله وعظمه تعظيما كثيرا مدة مقامه عنده في العسكر ثم إنه اعتل علة موته ومرض في أول يوم من شهر ربيع الأول ليلة الأربعاء وحم وتوفي يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه سنة إحدى وأربعين ومائتين وغلط ابن قانع وغيره فقالوا في ربيع الآخر وصلى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر وقد كان أولاده والهاشميون صلوا عليه في داره وقال أبو بكر الخلال سمعت عبد الوهاب يقول ما بلغنا أن جمعا كان في الجاهلية والإسلام مثله حتى بلغنا أن الموضع مسح وحزر على الصحيح فإذا هو من نحو ألف ألف وحزرنا على القبور نحوا من ستين ألف امرأة وفتح الناس أبواب المنازل في الشروع والدروب ينادون من أراد الوضوء وقال أبو سهل ابن زياد سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقولك سمعت أبي يقول قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز وقال الوركاني جار ابن حنبل يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف المسلمين واليهود والنصارى والمجوس وأسلم يوم مات من اليهود والنصارى والمجوس عشرون ألفا وفي لفظ ابن أبي حاتم عشرة آلاف وهي حكاية منكرة لا يعلم أحد رواها إلا الوركاني ولا رواها عنه إلا محمد بن العباس تفرد بها ابن أبي حاتم قال الشيخ شمس الدين الوركاني توفي في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين وقد جمع مناقب الإمام أحمد غير واحد منهم أبو بكر البيهقي في مجلد وأبو إسماعيل الأنصاري في مجلد وأبو الفرج ابن الجوزي وذكرها الشيخ شمس الدين في تاريخه في ثلاثين ورقة قطع نصف البلدي وكان أحمد بن حنبل حسن الوجه ربعة يخضب بالحنا خضابا ليس بالقاني في لحيته شعرات سود 3 (أبو سعيد الضرير)) أحمد بن أبي خالد أبو سعيد الضرير لقي أبا عمرو الشيباني وابن الأعرابي وكان يلقى) الأعراب الفصحاء الذين استوردهم ابن طاهر نيسابور فيأخذ عنهم مثل عرام وأبي العميثل وأبي العيسجور وأبي العجيس وعوسجة وأبي العذافر وغيرهم وقال ابن الأعرابي لبعض من لقيه من الخراسانية وبلغني أن أبا سعيد الضرير يروي عني أشياء كثيرة فلا تقبولوا منه ذلك غير ما يرويه من أشعار العجاج ورؤبة فإنه عرضهما علي وصححهما وخرج أبو سعيد على أبي عبيد من غريب الحديث جملة مما غلط فيه وأورد في تفسيره فوائد كثيرة ثم عرض ذلك على عبد الله بن عبد الغفار وكان أحد الأدباء فقال لأبي سعيد ناولني يدك فناوله فوضع الشيخ في كفه متاعه وقال له اكتحل بهذا يا أبا سعيد حتى تبصر فكأنك لا تبصر وكان أبو سعيد يقول إذا أردت أن تعرف خطأ أستاذك فجالس غيره وكان مثريا ممسكا لا يكسر رغيفا إنما يأكل عند من يختلف إليهم لكنه كان أديب النفس عاقلا حضر يوما مجلس عبد الله بن طاهر فقدم إليه طبق عليه قصب السكر وقد قشر وقطع كاللقم فأمره عبد الله أن يتناول منه فقال إن
(٢٢٨)