الكتب الملاح والأصول العتق وأظهر الزهد والتقشف وليس الصوف والثياب الخشنة وصار له قبول عند الخاص والعام وكان مشهورا هناك بالحافظ البغداذي وأمير هراة يزوره ويقبل قوله ثم عاد إلى بغداذ بزي السياح قد ذهبت إحدى عينيه قال محب الدين ابن النجار فأقام بها يسمع من شيوخها وحدث بيسير في مكة وبغداذ ونيسابور ولما دخلت هراة أصبت أصحاب الحديث مجمعين على كذب أبي الخليل هذا وذكروا أنه كان إذا قرأ على الشيوخ يغير سطورا لا يقرأها ويدخل متنا في إسناد وإسنادا في متن آخر وإنهم اعتبروا ذلك عليه فاجتنوا السماع معه وكنا هناك نجتنب كل ما سمعه الشيوخ بقراءته فلا نعبأ به ولا نعتمد عليه وحكى لي صديقنا أبو القاسم موهوب ابن سعيد الحمامي وكان قد رآه وسمع معه الحديث قال كان يظهر الزهد والتقشف ولبس الصوف وعلى جسمه الثياب الناعمة وجباب الإبريسم ولما مات خلف مالا كثيرا وكانت وفاته سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة ودفن من الغد بمقبرة النفاطين إلى جانب الأميرية ولم يحكم سد قبره فنبشته الكلاب وأكلته فلما أصبح الناس من الغد شاهدوه وواروا ما بقي منه 3 (نجم الدين ابن المنفاح الطبيب)) ) أحمد بن أسعد بن حلوان الحكيم البارع نجم الدين أبو العباس والد الحكيم موفق الدين المعروف بابن المنفاح وهو لقب الموفق ويعرف بابن العالمة بنت دهين اللوز كانت عالمة بدمشق وأصله من المعرة ولد سنة ثلاث وتسعين بدمشق وكان أسمر نحيفا فصيحا بليغا مفرط الذكاء أخذ الطب عن الدخوار وبرع فيه وفي المنطق والأدب وخدم الملك المسعود صاحب آمد ثم وزر له ثم غضب عليه وصادره فعاد إلى دمشق وأقرأ الطب ثم خدم الأشرف الحمصي بتل باشر وله كتاب التدقيق في الجمع بين الأمراض والتفريق وتوفي سنة اثنتين وخمسين وست مائة وله كتاب هتك الأستار عن تمويه الدخوار والمدخل في الطب والعلل والأمراض وشرح أحاديث نبوية تتعلق بالطب وقيل توفي سنة ست وخمسين وست مائة وكان لحدة مزاجه قليل الاحتمال والمداراة وكان جماعة يحسدونه لفضله ويقصدونه بالأذى قال قطب الدين اليونيني فأنشدني متمثلا * وكنت سمعت أن الجن عند اس * تراق السمع ترجم بالنجوم * * فلما أن علوت وصرت نجما * رميت بكل شيطان رجيم * وقال أبياتا في الأشرف يمدحه بها منها * يا ابن الملوك الصيد يا من أورثوا * شرفا على الآباء بالأبناء * * أشبهت يا موسى لموسى في الذي * أوتيته كتشابه الأسماء *
(١٥٤)