إلى آخرها وكان طويل الشخص جهير الصوت يتكلم بكلام البادية ويظهر أنه على مذهب الزيدية ويتزوج كثيرا ويطلق وكان عديم المروة وسخ اللبسة كثير التقشف قليل التنظف وفيه يقول أبو عثمان الخالدي * كأنما قمل أبي رياش * ما بين صئبان قفاه الفاشي * * وذا وذا فلج في انتفاش * شهدانج بدد في خشخاش * وكان شرها في الطعام سئ الأدب في المؤاكلة دعاه يوما أبو يوسف الزيدي والي البصرة) إلى مائدة فمد يده إلى قطعة لحم فانتهشها ثم ردها إلى القصعة وكان بعد ذلك إذا حضر مائدته هيأ له طبقا يأكل فيه وحده ودعاه يوما الوزير المهلبي فبينا هو يأكل إذا به امتخط في منديل الغمر وبصق فيه وأخذ زيتونة من قصعة فغمزها بعنف حتى طفرت نواتها فأصابت وجه الوزير وفيه يقول ابن لنكك * يطير إلى الطعام أبو رياش * مبادرة ولو واراه قبر * * أصابعه من الحلواء صفر * ولكن الأخادع منه حمر * وقال فيه * أبو رياش بغى والبغي مصرعه * فشدد الغين ترميه بآبدته * * عبد ذليل هجا للحين سيده * تصحيف كنيته في صدع والدته * قلت يرد بغا وأبو رياش تصحيف أبو زبانين أو أبو وكان أبو محمد المافروخي قد ولاه الرسم على المراكب بعبادان فقال ابن لنكك * أبو رياش ولي الرسما * وكيف لا يصفع أو يعمى * * يا رب جدي دق في خصره * ثم أتانا بقفا يدمى * وقال * قل للوضيع أبي رياش لا تبل * إن تاه يوما بالولاية والعمل * * ما زاددت حين وليت إلا خسة * كالكلب أنجس ما يكون إذا اغتسل * قال أبو رياش مدحت الوزير المهلبي فتأخرت عني صلته فقلت وقائلة قد مدحت الوزير وهو المؤمل والمستماح * فماذا أفادك ذاك المديح * وهذا الغدو وذاك الرواح * * فقلت لها ليس يدري امرؤ * بأي الأمور يكون الصلاح * علي التقلب والاضطراب جهدي وليس علي النجاح وكان أبو رياش أول أمره جنديا وكان يتعصب على أبي تمام الطائي
(١٣١)