الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ٩٥
ويقرأ ضعيفا وغزا عمورية وفتحها وقتل ثلاثين ألفا وسبي مثلهم وكان من أهيب الخلفاء وامتحن العلماء بخلق القرآن وقال أحمد بن أبي دؤاد كان المعتصم يخرج يده إلي ويقول عض ساعدي بأكثر قوتك فأقول ما تطيب نفسي فيقول إنه لا يضرني فأروم ذلك فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلا عن الأسنان وقبض يوما على جندي أخذ ابنا لامرأة فأمره برده فامتنع فقبض عليه فسمعت صوت عظامه ثم أطلقه فسقط كان ذلك في حياة المأمون وجعل زند رجل بين إصبعين فكسره ومات ليلة الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وصلى ابنه الواثق عليه ولكثرة عسكره وضيق بغداذ عليه بنى سر من رأى وانتقل إليها بعسكره وسميت العسكر وذلك سنة إحدى وعشرين ومائتين وعلق له خمسون ألف مخلاة ولما احتضر قال ذهبت الحيلة وليس حيلة كررها حتى صمت أولاده هارون الواثق وجعفر المتوكل وأحمد المستعين قيل هو ابن ابنه وقضاته أحمد) بن أبي دؤاد ومحمد بن سماعة ووزراؤه الفضل بن مروان ثم محمد بن عبد الملك الزيات وحاجبه وصيف مولاه وهو أول من تسمى بخليفة الله وأول من تزيا بزي الأتراك ولبس التاج ورفض زي العرب وترك سكنى بغداذ وأورد له ابن المرزبان في المعجم * قرب النحام واعجل يا غلام * واطرح السرج عليه واللجام * * أعلم الأتراك إني خائض * لجة الموت فمن شاء أقام * وقوله أيضا * لم يزل بابك حتى * صار للعالم عبره * * ركب الفيل ومن ير * كب فيلا فهو شهره * وقال في غلامه عجيب * إني هويت عجيبا * هوى أراه عجيبا * * طبيب ما بي من ألح * ب لا عدمت الطبيبا * * الوجه منه كبدر * والقد يحكي القضيبا * 3 (أبو عيسى ابن الرشيد)) محمد بن هارون أبو عيسى بن هارون الرشيد ولي إمرة الكوفة سنة أربع كان موصوفا بحسن الصورة وكمال الظرف وله أدب وشعر قال ابن حاتم العكلي لم ير الناس أجمل منه قط إذا أراد أن يركب جلس الناس حتى يروه أكثر مما يجلسون
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»