ومن شعر شرف الدين القدسي رحمه الله والناس ينسبون ذلك إلى محيي الدين بن عبد الظاهر وأخبرني العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي أنها للقدسي وقال أنشدني بعضها من لفظه * ما ملت عنك لجفوة وملال * يوما ولا خطر السلو ببالي * * يا مانحا جسمي السقام ومانعا * جفني المنام وتاركي كالآل * * عمن أخذت جواز منعي ريقك ال * معسول يا ذا المعطف العسال) * (من شعرك الفحام أم عن ثغرك ال * نظام أم عن طرفك الغزالي * * فأجابني أنا مالك أهل الهوى * والحسن أضحى شافعي وجمالي * * وشقائق النعمان أضحى نابتا * في وجنتي حماه رشق نبالي * * والصبر أحمد للمحب إذا ابتلى * في الحب من محن الهوى بسؤالي * * وعلى أسارى الحب في سجن الهوى * بين الملاح عرفت بالقفال * * وقتلت معتزلي في شرع الهوى * وطرفت بالتنبيه عين السال * * وتفقه العشاق في فكل من * نقل الصحيح اجزته بوصال * * والجوهري غدا بثغري ساكنا * يحمي الصحاح بقدي الميال * * وشهود حسني لو نظرت إليهم * بين الأنام عجبت من أفعالي * * جرح البكاء عيونهم وقلوبهم * وزكوا لقذف الدمع في الأطلال * * والشاهد المجروح عندي صادق * هل في قضاة العاشقين مثالي * * وعلى رحيق الثغر صارم مقلتي * وليته ولكل ثغر وال * * وعلى مقامات الغرام شواهد * جسمي الحريري والبديع مقالي * * ولبست من حلل الجمال مفصلا * حسن الملابس مدهش الغزال * * ولحسني الكشاف في جمل الضيا * لمعا لإيضاح الفصيح مقالي * * وأتى المطرز نحو خدي راقما * طرز العذار وحار في أشكالي * * والواقدي بنار هجري والجفا * وكلته فلكل سال صال * * وبلفظي الفراء يفري قلب من * وافى يناظر ناظري بنصالي * * ومصارع العشاق بين خيامنا * ومقاتل الفرسان يوم نزالي * * ورفضت يوم العاشقين فكل من * ذكر الفراق فدمعه متوالي * * ولدي سلوان المطاع سفاهة * لمتيم أوثقته بحبالي * * وخصصت إخوان الصفا برسائل * ولهم صفا ودي وهم آمالي *
(٦٦)