سعد فقال لعلك بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت قال نعم ودعا له بعود فغناه * يا أم طلحة إن البين قد أزفا * قل الثواء لئن كان الرحيل غدا * فقال له الرشيد من كان من فقهائكم يكره السماع قال من ربطه الله قال فهل بلغك عن مالك في هذا شيء قال أخبرني أبي أنهم اجتمعوا في بني يربوع في مدعاة وهم يومئذ جلة ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم * سليمى أجمعت بينا * فأين لقاؤها أينا * الأبيات الثلاثة فضحك الرشيد ووصله بمال رواها غير واحد عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصفار وروى له الجماعة كلهم وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة 3 (ابن جماعة)) إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر الزاهد العابد أبو إسحاق الكناني الحموي شيخ البيانية بحماة كان صالحا خيرا كثير الذكر سلفي المعتقد روى عنه ولده قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة وقد تقدم ذكره في المحمدين خرج من حماة وودع أهله وقال أذهب فأموت بالقدس فكان ذلك كما قال وتوفي رحمه الله تعالى يوم النحر سنة خمس وسبعين وست مائة إبراهيم بن سعيد بن محمد بن الكميت أبو إسحاق الفارقي روى ببغداذ شيئا من شعره وسمع بها صحيح البخاري من أبي الوقت وتفقه بالنظامية روى عنه القاضي أبو البركات الموصلي في مشيخته وذكر أنه سمع منه ببغداذ سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة أورد له ابن النجار * وأكحل الطرف ممشوق القوام صبا * إليه قلبي وآلى لا يفارقه * * أهابه أن أمد الطرف أبصره * شوقا إليه ولكني أسارقه * * وكلما ازددت وجدا صحت لا عجبا * إن مات من حب هذا الظبي عاشقه * قلت أحسن من هذا قول الآخر * لئن تلف المضنى عليك صبابة * بحق له والله ذاك ويعذر * رجع إلى قول ابن الكميت * تجمع الحسن والإحسان فيه فما * له نظير تعالى الله خالقه *
(٢٣١)