الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ٢٣٠
* ألا أيها العير المصرف لونه * بلونين في قر الشتاء وفي الصيف * * هلم وقاك الله من كل آفة * إلى مجد مولاك الشفوق على الضيف * وقال إبراهيم حرفان فيهما أربع وعشرون نقطة لا يعرف مثلهما حكاهما أبو الحسن اللحياني تتقتقت أي صعدت في الجبل وتبشبشت من البشاشة وحرف في القرآن هجاؤه عشرة أحرف متصلة ليس في القرآن مثله ليستخلفنهم في الأرض وحدث المرزباني عن الصولي عن أبي العيناء قال قال المتوكل بلغني أنك رافضي فقلت يا أمير المؤمنين وكيف أكون رافضيا وبلدي البصرة ومنشأي مسجد جامعها وأستاذي الأصمعي وجيراني باهلة وليس يخلو الناس من طلب دين أو دنيا فإن أرادوا دينا فقد أجمع المسلمون على تقديم من أخروا وتأخير من قدموا وإن أرادوا دينا فأنت وآباؤك أمراء المؤمنين ولا دين إلا بك ولا دنيا إلا معك أبوك مستنزل الغيث وفي يديك خزائن الأرض وأنا مولاك فقال ابن سعدان زعم ذلك فيك قال فقلت ومن ابن سعدان والله ما يفرق ذلك بين الإمام والمأموم والتابع والمتبوع إنما ذلك حامل درة ومعلم صبية وآخذ على كتاب الله أجرة فقال لا تفعل إنه مؤدب المؤيد فقلت يا أمير المؤمنين إنه لم يؤدبه حسبة وإنما أدبه بأجرة فإذا أعطيته حقه فقد قضيت ذمامه فقام ابن سعدان فقال يا أبا العيناء لا والله ما صدق يا أمير المؤمنين في شيء مما حكاه عني ثم أقبل على المتوكل فقال أي شيء أسهل عليك يا أمير المؤمنين من أن ينقضي مجلسك على ما تحب ثم يخرج هذا فتقطعني قال فضحك المتوكل 3 (ابن سعد)) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف المدني كان من العلماء الثقات ولي قضاء المدينة وكان أبوه قاضيها وكان إبراهيم أسود اللون قدم بغداذ فأكرمه الرشيد وأظهر بره وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه فسمعه يتغنى فقال لقد كنت حريصا على أن أسمع منك فأما الآن فلا أسمع منك فقال إذا لا أفقد إلا شخصك وعلي وعلي إن حدثت ببغداذ حديثا حتى أغني قبله وشاعت عنه هذه ببغداذ وبلغت الرشيد فدعا به وسأله عن حديث المخزومية التي قطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السرقة فدعا بعود فقال الرشيد أعود البخور فقال لا ولكن عود الطرب فتبسم ففهمها) إبراهيم بن
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 » »»