الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ٢١٥
ثم إنه هجاه عندما تقلد المدينة فقال * فإن يك أمسى أميرا * يطيبنا فقد نكس الزمان * 3 (الدرجي الحنفي المسند)) إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي المسند برهان الدين أبو إسحاق الدرجي القرشي الدمشقي الحنفي إمام المدرسة العزية بالكشك ولد سنة تسع وتسعين وخمس مائة وأجاز له أبو جعفر محمد الصيدلاني وأم هانئ عفيفة الفارقانية ومحمد بن معمر بن الفاخر وأبو المفاخر خلف ابن أحمد الفراء وعبيد الله بن محمد بن أبي نصر اللفتواني وأبو الفخر أسعد ابن سعيد والمؤيد بن الاخوة وسمع أجزاء من الكندي وابن الحرستاني وأبي الفتوح البكري وحدث بالمعجم الكبير للطبراني وكان ثقة فاضلا خيرا روى عنه الدمياطي وابن تيمية ونجم الدين القحفازي والمزي والبرزالي وابن العطار وللشيخ شمس الدين منه إجازة وتوفي سنة إحدى وثمانين وست مائة 3 (والي الرشيد الأغلبي)) إبراهيم بن الأغلب التميمي السعدي أبوه الأغلب ممن ولي إمارة إفريقية ثم قتل في حرب وتوالت عليها ولاة إلى أن ولي الرشيد إبراهيم فاستقرت فيه وفي عقبه وكان إبراهيم هذا فقيها عالما أديبا خطيبا ذا بأس وحزم وعلم بالحرب ومكايدها ولم يل إفريقية قبله أحد أعدل منه سيرة ولا أحسن سياسة وكانت ولايته أولا على الزاب فلما ظهرت نجابته خرج في سبعين رجلا من الزاب بعد أن طلب في تجارها مالا يقترضه ليستعين به في طلب الملك فقالوا نعطيك مالا وتخرج في هذا العدد القليل إلى الجموع العظيمة فلا نأمن عليك وتضيع) أموالنا فتحيل على أهله وأخذ حليهم وثيابهم واستعان به وخرج به إلى القيروان لنصرة العكي حين ثار عليه الثوار وطردوه إلى طرابلس فكسرهم وردهم العكي إلى ملكه وكانت الجموع الني اجتمعت على العكي سبعين ألفا فما زال إبراهيم بجودة رأيه وحسن تدبيره حتى هزمهم فكتب صاحب البريد إلى الرشيد فولى إبراهيم القيروان ومن شعره * ألم ترني رددت طريد عك * وقد برحت به أيدي الركاب * * أخذت الثغر في سبعين منا * وقد أشفى على حد الذهاب * * هزمت لهم بعدتهم ألوفا * كأن رعيلهم قطع السحاب * وكان من رأيه أنه لما رأى تحكم العرب وغلبتهم على ولاة إفريقية أخذ يستخلص له من يعتمد عليه فاشترى العبيد وبنى له قصرا للفرجة ونقل إليه سلاحا في الخفية ثم جعلها مدينة وسورها وحصنها وأسكن بها من يثق به من المذكورين فلما ثار أقرب الناس وهو عمران بن مجالد وقام معه أهل القيروان خندق إبراهيم على نفسه وبقي محصورا سنة والقتال قائم بينهما
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»