الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٣٠
برشانة من المرية كان طبيبا أديبا كتب لوالي غرناطة في وقت وتوفي في مراكش سنة إحدى وثمانين وخمس مائة وحضر السلطان جنازته وشعره في غاية الجودة وهو القائل * أتذكر إذ مسحت بفيك عيني * وقد حل البكى فيها عقوده * * ذكرت بأن ريقك ماء ورد * فقابلت الحرارة بالبروده * ومن نظمه من قصيدة * جلت عن ثناياها فأومض بارق * فأضواء ما شق الدجنة منهما) * (وساعدني جفن الغمام على البكا * فلم أدر وجدا أينا كان أسجما * * ونظمت سمطي ثغرها ووشاحها * فأبصرت در الثغر أجلى وأنظما * الهمذاني الفرضي المؤرخ محمد بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد أبو الحسن الهمذاني الفرضي ابن الشيخ أبي الفضل جمع تاريخا في الملوك والدول توفي سنة إحدى وعشرين وخمس مائة وسمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور والنقيب أبا الفوارس طرادا الزينبي وغيرهما وروى عنه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في معجم شيوخه وكان فاضلا حسن المعرفة بالتواريخ وأخبار الدول والملوك والحوادث قال ابن النجار وبه ختم هذا الفن وله مصنفات ملاح منها الذيل على تاريخ الطبري وذيل آخر على تاريخ الوزير أبي شجاع التالي لكتاب تجارب الأمم لابن مسكويه وكتاب عنوان السير وأخبار الوزراء عمله ذيلا على كتاب ابن الصابي وكتاب طبقات الفقهاء أخبار دولة السلطان محمد ومحمود أمراء الحج من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أيامه وله كتاب في الشؤم قال كان أبي إذا أراد أن يؤدبني يأخذ العصا بيده ويقول نويت أن أضرب اني تأديبا كما أمرني وإلى أن تتم له النية أهرب منه وكان والده رجلا صالحا ورعا دعي إلى القضاء مرارا فلم يفعل القاضي ابن العديم بسعادتك محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله ابن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة أبو المكارم العقيلي الحلبي المعروف بابن العديم من بيت العلم والقضاء والحشمة كان كاتبا شاعرا فاضلا قال الكندي كان يسمع معنا فورد دمشق ودعاه ابن القلانسي وكنت حاضرا وكان لا يسأله عن شيء فيخبره عنه إلا قال بسعادتك إلى أن قال ما فعل فلانقال مات بسعادتك أو قال ما فعلت الدار الفلانية قال خربت بسعادتك فلقبناه القاضي بسعادتك توفي سنة خمس وستين وخمس مائة ومن شعره * لئن تناءيتم عني ولم يركم * شخصي فأنتم بقلبي بعد سكان *
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»