ابن قزمان الزجال محمد بن عيسى بن عبد الملك بن قزمان القرطبي المتفرد بإبداع الزجل توفي سنة أربع وخمسين وخمس مائة والأمير أبو عبد الله محمد بن سعد إذ ذاك محاصر قرطبة أورد له ابن الأبار في تحفة القادم * يا رب يوم زارني فيه من * اطلع من غرته كوكبا * * ذو شفة لمياء معسولة * ينشع من خديه ماء الصبى * * قلت له هب لي بها قبلة * فقال لي مبتسما مرحبا * * فذقت شيئا لم أذق مثله * لله ما أحلى وما أعذبا * * أسعدني الله بإسعاده * يا شقوتي يا شقوتي لو أبى * ومن شعره * كثير المال يبذله فيفنى * وقد يبقى من الذكر القليل * * ومن غرست يداه ثمار جود * ففي ظل الثناء له مقيل * ومنه * يمسك الفارس رمحا بيد * وأنا أمسك فيها قصبه * * فكلانا بطل في حربه * إن الأقلام رماح الكتبة * ومنه * وعهدي بالشباب وحسن قدي * حكى ألف ابن مقلة في الكتاب * * وقد أصبحت منحنيا كأني * أفتش في التراب على شبابي * وقال يعتذر ارتجالا * يا أهل المجلس السامي سرادقه * ما ملت لكنني مالت بي الراح * * فإن أكن مطفئا مصباح بيتكم * فكل من فيكم في البيت مصباح *) ومن أزجال ابن قزمان * أفني زماني على اختياري * ونقطع العمر باجتهاد * * لم يخل حس الطرب بداري * حتى يميل راس للوساد * * واحد مؤذن سكن جواري * شيخ مليح أزهد العباد * * إذا طلع في السحر يعظني * يقول حيا على الفلاح *
(٢١١)