الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٦
* الصبر يحمد في المواطن كلها * إلا عليك فإنه مذموم * روى عن أبيه وعن سفيان بن عيينة ولوط ابن مخنف وروى عنه أبو حاتم السجساتي وأبو الفضل الرياشي وإسحاق بن محمد النخعي وقدم بغداد وحدث بها وكان مشتهرا بالشراب وكان هو وأبوه سيدين أديبين فصيحين ومن تصانيفه كتاب الخيل كتاب أشعار الأعاريب وأشعار النساء اللاتي أحببن ثم أبغضن وكتاب الذبيح وكتاب الأخلاق وغير ذلك ومن شعره القصيدة التي منها * رأين الغواني الشيب لاح بعارضي * فأعرضن عني بالخدود النواضر * * وكن متى أبصرنني أو سمعن بي * سعين فرقعن الكوى بالمحاجر * توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين وقال أول شعر قلته * بنفسي شيء لست أعرف قدره * على أنه ما كان فهو شديد * * تمر به الأيام تسحب ذيلها * فتبلى ولا تبليه وهو جديد * القائم بأمر الله الفاطمي محمد بن عبيد الله ويدعى محمد نزارا ابن المهدي القائم بالمغرب بايع لمحمد والده المذكور بولاية العهد بإفريقية وما معها وكانت الكتب تكتب باسمه والمظلة تحمل على رأسه وجهزه أبوه إلى مصر مرتين ليأخذها الأولى في ذي الحجة سنة إحدى وثلاث مائة فوصل إلى الإسكندرية وملكها وملك الفيوم وصار في يده أكثر خراج مصر وضيق على أهلها والمرة الثانية وصل إلى الإسكندرية في سنة سبع وثلاث مائة في عسكر عظيم فخرج عامل الإمام المقتدر عنها فدخلها ثم خرج إلى الجيزة في خلق عظيم ووردت الأخبار إلى بغداد فجهز مؤنس الخادم بالرجال والأموال فلما وصل إلى مصر كان القائم قد ملك الجيزة والأشمونين وأكثر بلاد الصعيد فتلاقيا وجرى بينهما حروب عظيمة ووقع في عسكر القائم الوباء والغلاء فمات الناس والخيل فرجع إلى إفريقية وتبعه عسكر مصر إلى أن تباعد عنهم وفي أيامه خرج أبو يزيد مخلد الخارجي وكانت المطوعة قد تبعته وقاسى منهم شدائد فأحسن) السيرة بنو
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»