* أكرر في روض المحاسن ناظري * وأمنع نفسي أن تنال المحرما * * رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم * فما أن أرى حبا صحيحا مسلما * ومنه أيضا * وإني لأدري أن في الصبر راحة * ولكن إنفاقي على من الصبر * * فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا * سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر * كان محمد يهوى فتى حدثا من أهل أصبهان يقال له محمد بن جامع ويقال ابن زخرف وكان طاهرا في عشقه عفيفا وكان ابن جامع ينفق ولم ير معشوق ينفق على عاشق غيره ولم يزل في حبه حتى قتله دخل ابن جامع يوما غلى الحمام وخرج فنظر في المرآة فأعبجه حسنه فغطى وجهه بمنديل وجاء إلى محمد بن داود وهو على تلك الحالة فقال ما هذا قال نظرت في المرآة فأعجبني حسني فما أحببت أن يراه أحد قبلك فغشي عليه قلت لو حضرتهما لأنشدت ابن جامع * لئن تلف المضنى عليك صبابة * يحق له والله ذاك ويعذر * وهذا الذي كان يحبه ابن داود اسمه وهب بن جامع العطار الصيدلاني وسوف تأتي ترجمته إن شاء الله تعالى في مكانها من حرف الواو دخل على ابن داود إبراهيم بن محمد نفطويه وقد ضني على فراشه فقال له يا با بكر ما هذا مع القدرة والمحبوب مساعد فقال أنا في آخر يوم من أيام الدنيا لا أنالني الله شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن كنت حللت سراويلي على حرام قط حدثني أبي بإسناده إلى ابن العباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عشق فكتم وعف وصبر ثم مات شهيدا وأدخله الله الجنة قال ابن الجوزي في المرآة الحديث رواه الخرايطي يرفعه إلى ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عشق فعفت فمات فهو شهيد قلت هذا الحديث رواه الذراع في جزءه وفي طريقه سويد بن سعيد الحد ثاني وهو من شيوخ مسلم إلا أن يحيى بن معين ضعفه قال فيه كلاما معناه لو ملكت فرسا ورمحا لقاتلته بسبب هذا الحديث ورواه الدارقطني عن المنجنيفي فتابع سويدا ولما مات محمد جلس ابن سريج في عزايه وبكى وجلس عل التراب وقال ما آسى إلا على لسان أكله التراب من أبي بكر ويحكى أنه لما بلغته وفاته كان يكتب شيئا فألقى الكراسة من يده وقال مات من كنت أحث نفسي وأجهدها على الاشتغال لمناظرته ومقاومته وروى محمد) عن أبيه وغيره وحكى أبو بكر بن أبي الدنيا أنه حضر مجلس محمد فجاءه رجل فدفع إليه رقعة فأخذها وتأملها طويلا وظن تلامذته أنها مسألة فقلبها وكتب في ظهرها ودفعها فإذا الرجل علي بن العباس المعروف بابن الرومي الشاعر وإذا في الوقعة مكتوب
(٤٩)