وكان يدخل الحمام وعلى رأسه قبع لباد غليظ فإذا تغسل رفعه وإذا بطل قلب الماء أعاده فأورثه ذلك ضعفا في البصر وكان له قعدد في جلوسه ومشيته لا يتنخم ولا يبصق إذا كان جالسا للأقراء وتوفي رحمه الله تعالى خامس ذي الحجة سنة ثلث وأربعين وسبع ماية بدمشق وكان حسن البزة والعمة منور الشيبة طيب النغمة جيد الأداء أنشدني شمس الدين محمد بن يوسف الخياط قال أنشدني من لفظه لنفسه * كلما اخترت أن ترى يوسف الحس * ن فخذ في يمينك المرآة * * وأنظرا في صفايها تبصرته * وأعذرا من لأجل ذا الحسن باتا * * لا يذوق الرقاد شوقا إليه * قلق القلب لا يطيق ثباتا * وأنشدني بالسند المذكور له في مليح دخل الحمام مع عمه فلما جعل السدر على وجهه قلب الماء عليه أسود كان هناك) * وبروحي ظبي على وجهه السد * ر وقد أغمض الجفون لذلك * * قايلا عند ذاك حين أتاه * يسكب الماء عليه أسود حالك * * من ترى الذي يصب أعمى * قلت بل ذا الذي يصب كخالك * قلت قد حقق الشيخ بدر الدين رحمه الله ما قيل عن شعر النحاة من الثقالة على أنني ما أعتقد أن أحدا رضي لنفسه أن ينظم هكذا والذي أظنه أنه تعمد هذا التراكيب القلقة وإلا فما في طباع أحد يعاني النظم هذا التعسف ولا هذه الركاكة ولكن المعاني جيدة ودخل يوما هو والشيخ نجم الدين القحفازي في درب العجم وبه ظروف زيت فعثر في أحدها فقال الشيخ نجم الدين تعسنا في ظرف المكان فقال الشيخ بدر الدين لأنك تمشي بلا تمييز فقال أن ذا حال نحس أجاز لي رحمه الله جميع ما صنفه ونظمه وسمعه وكتب لي بخطه سنة ثمان وعشرين وسبع ماية 3 (ابن عبد الهادي الحنبلي محمد بن أحمد بن عبد الهادي ابن عبد الحميد بن عبد الهادي بن)) يوسف بن محمد بن قدامة شمس الدين الحنبلي مولده سنة خمس وسبع ماية وتوفي في العشر الأول من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبع ماية سمع القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة وأبا بكر بن عبد الدايم وعيسى المطعم وأحمد بن أبي طالب الحجار وأكثر عن محمد الزراد وسعد الدين ابن سعد وعدة وتفقه بالقاضي شمس الدين ابن مسلم وتردد كثيرا إلى العلامة تقي الدين ابن تميية وأخذ العربية عن أبي العباس الأندرشي وعلق على التسهيل مجلدتين وتأذى بذلك أبو العباس الأندرشي وأخذ بعض القراءات تفقها عن ابن بصخان وحفظ كتبا منها أرجوزة الحويي في علم الحديث والشاطبية والرائية والمقنع ومختصر ابن الحاجب وعلق على أحاديثه وعمل تراجم الحفاظ وعمل كتاب الأحكام ولم يكمل قيل لي أنه في ثمان مجلدات وله غير
(١١٣)