الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ١٨٦
* انظر إلى الأشجار تلق رؤوسها * شابت وطفل ثمارها ما أدركا * * وعبيرها قد ضاع من أكمامها * وغدا بأذيال الصبا متمسكا * وله وهو في غاية الحسن الطول * ولما أشارت بالبنان وودعت * وقد أظهرت للكاشحين تشهدا * * طفقنا نبوس الأرض نوهم أننا * نصلي الضحى خوفا عليها من العدى * وله أيضا الكامل * ما أبطأت أخبار من أحببته * عن مسمعي بقدومه ورجوعه * * إلا جرى قلمي إليه حافيا * وشكا إليه تشوقي بدموعه * ومما نقلته من خطه له * الطويل يقولون شبهت الغزال بأهيف * وهذا دليل في المحبة واضح * * ولو لم يكن لحظ الغزال كلحظه احورارا لما تاقت إليه الجوارح * سبقه إلى هذا شمس الدين محمد بن دانيال فقال المجتث * بي من أمير شكار * وجد يذيب الجوانح * * لما حكى الظبي جيدا * حنت إليه الجوارح *) ونقلت منه له الطويل يقول لي الدولاب راض حبيبك الملول بما يهوى من الخير والنفع * فإني من عود خلقت وها أنا * إذا مال عني الغصن اسقيه من دمعي * وأنشدت له دوبيت الدوبيت * الصب بك المتعوب والمعتوب * والقلب بك الملسوب والمسلوب * * يا من طلبت لحاظه سفك دمي * مهلا ضعف الطالب والمطلوب * قيل إن الشيخ صدر الدين ابن الوكيل كان يقول وددت لو كان يأخذ مني كل شعري ويعطيني هذين البيتين وتوفي ابن دمرداش سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة ولهذه المقاطيع التي أوردتها له عندي نظائر وأشباه ما أوردتها خوفا من الإطالة 3 (الوزير ابن سهل)) محمد بن محمد بن سهل ابن محمد بن سهل الوزير العالم الزاهد ابن الوزير الأزدي الغرناطي ولد سنة اثنتين وستين ومات أبوه سنة سبعين وجده سنة سبع وثلاثين وست مائة وحج سنة سبع وثمانين ورجع ثم أنه قدم سنة عشرين وسبع مائة وحج وجاور سنتين وسمع من ابن الرضي الطبري ثم قدم دمشق وقرأ الصحيح على الحجار وصحيح مسلم علي ابن العسقلاني وقرأ بالسبع في صغره على ابن بشر وابن أبي الأحوص وابن الزبير وبرع في معرفة الأسطرلاب وكان وافر الجلالة ببلده يرجعون إلى رأيه فيمن يولى المملكة ويلقبونه الوزير
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»