3 (الطويري والي مظالم القيروان محمد بن محمد بن خالد)) هو أبو القاسم القيسي الطويري ولي بلد القيروان على المظالم فامتحنه الله تعالى على يد محمد بن عمر المروزي قاضي الشيعة فضربه في الجامع وحبسه توفي سنة سبع عشرة وثلاث مائة 3 (أبو نصر الفارابي محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ)) بالألف والواو الساكنة والزاي المفتوحة واللام المفتوحة والغين المعجمة أبو نصر التركي) الفارابي الحكيم فيلسوف الإسلام هكذا رأيت الشيخ الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي قد أثبته أعني محمد بن محمد ومن خطه نقلت ورأيت ابن خلكان قد قال محمد بن طرخان قدم بغداد وأدرك بها متى ابن يونس الفيلسوف فأخذ عنه وسار إلى حران فلزم يوحنا ابن حبلان النصراني وأخذ عنه وأتقن ببغداد اللغة وقيل أنه ما أخذ الفلسفة إلا من اللغة اليونانية لأنه كان بها وبغيرها من اللغات عارفا وكان قد برع في الحكمة ومهر في الموسيقى ويقال أنه أول من وضع الآلة المعروفة بالقانون وركبها هذا التركيب وذكر القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان حكايته التي جرت له مع سيف الدولة ابن حمدان وأنه دخل عليه بزي الأتراك وكان لا يفارقه فقال له اقعد فقال حيث أنا أو حيث أنت فقال حيث أنت فتخطى الناس حتى انتهى إلى مسند سيف الدولة وزحمه فيه حتى أخرجه عنه وكان على رأس سيف الدولة مماليك له معهم لسان خاص يسارهم به فقال لهم بذلك اللسان هذا الشيخ أساء الأدب فأخرقوا به فقال له أبو نصر بذلك اللسان أن الأمور بعواقبها فعجب سيف الدولة وقال أتحسن هذا اللسان فقال أحسن أكثر من سبعين لسانا وأنه ناظر من كان في المجلس من أئمة كل فن فلم يزل كلامه يعلو وهم يستفلون إلى أن صمت الجميع فعرض عليه سيف الدولة بعد انصراف الفضلاء الأكل والشرب فامتنع فقال له ولا تسمع قال نعم فأحضر القيان فلم يحرك أحد آلته إلا وعابه أبو نصر ثم أخرج من وسطه خريطة وأخرج منها عيدانا ركبها ولعب بها فأضحك كل من في المجلس ثم فكها وركبها غير ذلك التركيب الأول وحركها فأبكى كل من في المجلس ثم فكها وركبها غير ذلك التركيب ولعب بها وحركها فأنامهم حتى البواب وخرج قلت وهذه الواقعة ممكنة من مثل أبي نصر لأنه إذا غنى السامعين مثلا بما لابن حجاج من ذلك المجون الحلو في نغم فإن السامع يضحك وإذا غنى بإشعار متيمي العرب والرقيق من فراقياتهم وحزنياتهم في نغم النوى وما أشبه ذلك فإن السامع يبكي وكذا حاله إذا أراد أن يشجع أو أن يسمح أو غير ذلك وكان كثير الانفراد بنفسه ولما قدم دمشق كان يلازم غياض السفرجل وربما صنف هناك وقد ينام فتحمل الريح تلك الأوراق وتنقلها من مكان إلى مكان وقيل أن السبب في وجود بعض مصنفاته
(١٠٢)