قوله تعالى وأنه لما قام عبد الله يدعوه الجن ومذكر في قوله تعالى إنما أنت مذكر الغاشية وقد ذكر غير ذلك صفته كان صلى الله عليه وسلم ربعة بعيد ما بين المنكبين أبيض اللون مشربا حمرة يبلغ شعره شحمة أذنيه وقالت عائشة رضي الله عنها كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة رواه أبو داود والترمذي وقالت أم هانيء رضي الله عنها قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر روياه أيضا وكان سبط الشعر في لحيته كثافة ومات صلى الله عليه وسلم ولم يبلغ الشيب في رأسه ولحيته عشرين شعرة ظاهر الوضاءة يتلألأ وجهه كالقمر ليلة البدر روى عن عائشة أنها وصفته فقالت كان والله كما قال شاعره حسان بن ثابت الأنصاري الطويل * متى يبد في الداجي البهيم جبينه * يلح مثل مصباح الدجى المتوقد * * فمن كان أو من قد يكون كأحمد * فطام لحق أو نكال لمعتد * وروى عن أنس بن مالك قال كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقول الوافر * أمين مصطفى بالخير يدعو * كضوء البدر زايله الظلام * وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رآه ينشد قول زهير في هرم بن سنان الكامل) * لو كنت من شيء سوى بشر * كنت المضيء لليلة البدر * أزهر اللون ليس بالأبيض الأمهق ولا بالأدم أقنى العرنين سهل الخدين أزج الحاجبين أقرن أدعج العين في بياض عينيه عروق حمر رقاق حسن الخلق معتدله أطول من المربوع وأقصر من المشذب دقيق المسربة كان عنقه أبريق فضة من لبته إلى سرته شعر
(٦٩)