ابن مقلد الأنصاري الشيخ الإمام المفتي بركة الوقت بدر الدين أبو اليسر ابن قاضي القضاة عز الدين أبي المفاخر الدمشقي الشافعي مدرس الدماغية والعمادية ولد سنة ست وسبعين وسمع كثيرا من أبيه وابن شيبان والفخر علي وبنت مكي وعدة وحضر ابن علان وحدث بصحيح البخاري عن اليونيني وسمع حضورا من فاطمة بنت عساكر وحفظ التنبيه ولازم حلقة الشيخ برهان الدين وولوه قضاء القضاة فاستعفى وصمم فاحترمه الناس وأحبوه لتواضعه ودينه وعظمه تنكز نائب دمشق واعتقد فيه وحج غير مرة وتولى خطابة القدس مديدة ثم تركها ولما كان بالقدس طلبه المقادسة ودخلوا عليه بسماع الحديث وخرجوا به من هذا إلى طلب الشفاعات عند ناظر الحرمين فشفع لهم وأكثر من الشفاعات فاستثقله الناظر وشكا في الباطن لنائب دمشق وقال هذا يدخل روحه في غير الخطابة ويتكلم في الولاية والعزل فنقص قدره عنده وكان مقتصدا في لباسه وأموره ودرس وهو أمرد ثم زار القدس فتعلل هناك ونقل إلى دمشق ومات بها يوم الجمعة سنة تسع وثلاثين ودفن عند أبيه بسفح قاسيون وشيعه الخلائق وحمل على الرؤوس وكانت وفاته بعد القاضي جلال الدين القزويني بليال يسيرة وهو ابن عم قاضي القضاة نور الدين بن الصائغ قاضي حلب 3 (نور الدين بن الصائغ قاضي حلب محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر)) ابن عبد الخالق بن خليل بن مقلد القاضي نور الدين بن الصائغ قاضي قضاة حلب الشافعي كان خيرا) ساكنا وقورا سمع من أحمد بن هبة الله بن عساكر ولي قضاء العساكر بالشام أيام الفخري وراح معهم إلى القاهرة ثم عزل وبقي على تدريس الدماغية إلى أن تولى قضاء القضاة الشافعية بحلب عوضا عن ابن الخشاب سنة أربع وأربعين وسبع مائة ومولده سنة ست وسبعين وست مائة وتوفي على قضاء حلب في شوال سنة تسع وأربعين وسبع مائة ((فصل الألف وما بعدها في الآباء)) 3 (أبو المظفر الهروي محمد بن آدم)) ابن كمال أبو المظفر الهروي ذكره الحافظ عبد الغافر الفارسي في السياق وقال مات بغتة سنة أربع عشرة وأربع مائة ودفن بمقبرة الحسين بقرب قبر أبي العباس السراج ووصفه فقال الأستاذ الكامل الإمام في الأدب والمعاني المبرز على أقرانه وعلى من تقدمه من الأئمة باستخراج المعاني وشرح الأبيات والأمثال وغرائب التفسير بحيث يضرب به المثل ومن تأمل فوائده في كتاب شرح الحماسة وشرح الإصلاح وشرح أمثال أبي عبيد وشرح ديوان أبي الطيب وغيرها اعترف له بالفضل والانفراد وتتلمذ للأستاذ أبي بكر الخوارزمي الطبري وتفقه على القاضي أبي الهيثم ثم جدد الفقه على القاضي أبي العلاء صاعد وكان يقعد للتدريس في النحو وشرح الدواوين وغير ذلك فأما الحديث فما أعلم أنه نقل عنه منه شيء لاشتغاله بما سواه لعدم السماع له
(٢٤٩)