* قسا فوق ما تعتو الجبال فلم يجب * نداي وأصداء الجبال تجاوب * فكتبت الجواب عن ذلك الطويل * عذيري من مولى يرى العذر وافرا * بسيطا وما إقباله متقارب * * يصد دلالا عن ودادي وينثني * وقبل صدور الذنب مني يعاتب * فلما تأخر كتاب التشبيهات المذكور ولم يرسله كتبت إليه البسيط * قد قلت إن ثلاثا عمر غيبته * عني وذلك وعد غير مكذوب * وليس وعدك شاة ساقها الزمن الجاني فعلقها منه بعرقوب فكتب الجواب عن ذلك البسيط * جاءت ومن طرسها ساق يدير على * سمعي من اللفظ فيه خير مشروب * * فحبذا هو من ساق نعمت به * وإن تعرض فيه ذكر عرقوب * وكتب إلي وأنا ضعيف الطويل * نثقل إذ نبغي بلفظك طبنا * من الهم والجسم الشريف نحيل * * فها أنت فينا كالنسيم بلطفه * طبيب يداوي الناس وهو عليل * * وحاشاك من شكوى اعتلال سينقضي * قريبا كما تختاره ويزول * * فلا غير أجفان المليح سقيمة * ولا غير أرداف المليح ثقيل * فكتبت الجواب عن ذلك الطويل * لحماي نار جاءها منك جنة * غصون رباها بالبديع تميل * * تهدلت الأفنان منها فخاطري * له بين هاتيك الظلال مقيل * * فأبدعت فضلا منك بالحق قاضيا * وليس له عني بذاك عدول * * وأنت حبيب الشعر أصبحت سيدا * كما أنني مولى والاسم خليل * وكنت أجلس أنا وهو عند شباك الكاملية نتذاكر في الجامع الأموي كل ليلة بعد صلاة العصر فغبت بعض الليالي لشغل عرض فكتب إلي المتقارب * أمولاي غبت وخلفتني * من الهم ذا فكرة خاضعه * * فها أنا بعدك في جامع * ولكن قلبي في جامعه * فكتبت الجواب إليه عن ذلك المتقارب) * وقفت على نظمك المشتهي * وعاينت روضته اليانعة * * فكم ألف مثل غصن النقا * وهمزتها فوقها ساجعه *
(٢٤٤)