تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥٢ - الصفحة ٢٧٧
متبحرا في المذهب وغوامضه، موصوفا بالذكاء، وحسن المناظرة. انتهت إليه رئاسة المذهب بدمشق.
ودرس بالريحانية والظاهرية. وولي قضاء الحنفية بحلب في الدولة الظاهرية، وسلم من التتار، واستوطن دمشق، فعومل بالإكرام والاحترام لعلمه ورئاسته وخبرته وأمانته، وولي الوزارة مرة، وولي نظر الخزانة. وولي نظر الدواوين، وولي نظر الأوقاف والجامع.
وكان معمارا مهندسا، أمينا، كافيا، مهيبا، مخوفا. وكان موصوفا بحسن الإنصاف في البحث. وكان يقول: أنا على مذهب أبي حنيفة في الفروع، وعلى مذهب الإمان أحمد في الأصول. وكان يحب الحديث والسنة والسلف، ويطنب في وصف الشيخ عبد القادر. وقد ولي إمرة الحاج من دمشق في سنة خمس وسبعين، فساس الركب وحمدت إمرته.
قرأت عليه ' جزء البانياسي '.
وسمع منه: ابن الخباز، وابن العطار، والفرضي، والمزي، والبرزالي، وابن تيمية، وابن حبيب، والمقاتلي، وأبو بكر الرحبي، وابن النابلسي، وآخرون.
وتوفي عشية نهار الاثنين سلخ ذي الحجة، ودفن بتربته بالمزة من الغد، وحضره نائب السلطنة والقضاة والأعيان.
369 - محمد بن أبي بكر بن عبد المالك بن مالك.
شمس الدين الحراني، القطان.
شيخ صالح، محب للحديث.
سمع من: ابن اللتي، وابن رواحة، وابن خليل بحلب.
ومات في هذا العام بصفد.
سمع منه: المزي، والبرزالي، وغيرهما.
370 - محمود بن محمد بن أحمد بن مبادر بن ضحاك.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»