تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥٢ - الصفحة ١٩٩
روى عن أبيه ' الأربعين ' السلفية.
وكان له دكان بالحريريين.
توفي يوم عيد النحر.
196 - محمد بن عثمان بن أبي الرجاء.
الوزير الكبير، الصاحب، الأثير، شمس الدين التنوخي، الدمشقي، التاجر، ابن السلعوس، وزير الملك الأشرف.
كان في شبيبته يسافر في التجارة. وكان أشقر، سمينا، أبيض، معتدل القامة فصيح العبارة، حلو المنطق، وافر الهيبة والتؤدة، سديد الرأي، خليقا للوزارة كامل الأدوات، تام الخبرة، زائد الحمق جدا، عظيم التيه والبأو.
وكان جارا للصاحب تقي الدين ابن البيع، فصاحبه ورأى منه الكفاءة، فأخذ له حسبة دمشق. ذهبت إليه مع الذهبيين ليحكم فيهم، فأذاقنا ذلا وقهرا. ثم ذهب إلى مصر وتوكل للملك الأشرف في دولة أبيه فجرت عليه نكبة من السلطان، ثم شفع مخدومه فيه، فأطلق من الاعتقال. وحج إلى بيت الله، فتملك في غيبته مخدومه الملك الأشرف، وعين له الوزارة. وكان محبا فيه، معتمدا عليه، فعمل الوزارة في مستحقها. وكان إذا ركب تمشي الأمراء والكبار في خدمته. ودخل دمشق يوم قدومهم من عكا في دست عظيم وكبكبة من القضاة والمفتين والرؤساء والكتاب، فلم يتخلف أحد. وكان الشجاعي فمن دونه يقفون بين يديه، وجميع أمور المملكة منوطة به. وإذا
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»