* لم يلهه ملكه بل في أوائله * نال الذي لم ينله الناس في الحقب * * فأصبحت وهي في بحرين مائلة * ما بين مضطرم نارا ومضطرب * * جيش من الترك ترك الحرب عندهم * عار وراحتهم ضرب من النصب * * يا يوم عكا لقد أنسيت ما سبقت * به الفتوح وما قد خط في الكتب * * لم يبلغ النطق حد الشكر فيك فما * عسى يقوم به ذو الشعر والخطب * * كانت تمني بك الأيام عن أمم * فالحمد لله شاهدناك عن كثب * * وأطلع الله جيش النصر فابتدرت * طلائع الفتح بين السمر والقضب * * وأشرف المصطفى الهادي البشير على * ما أسلف الأشرف السلطان من قرب * * فقر عينا بهذا الفتح وابتهجت * ببشره الكعبة الغراء في الحجب * * وسار في الأرض مسرى الريح سمعته * فالبر في طرب والبحر في حرب * * وخاضت البيض في بحر الدماء فما * أبدت من البيض إلا ساق مختضب * * وغاص زرق القنا في زرق أعينهم * كأنها شطن تهوي إلى قلب * * أجرت إلى البحر بحرا من دمائهم * فراح كالراح إذ غرقاه كالحبب * * بشراك يا ملك الدنيا لقد شرفت * بك الممالك واستعلت على الرتب *
(٦٠)