تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥١ - الصفحة ٢٠٢
العلامة، رضي الدين، أبو عبد الله الأنصاري، الشاطبي، اللغوي.
ولد ببلنسية سنة إحدى وستمائة.
وروى عن: أبي الحسن بن المقير، وبهاء الدين بن الجميزي.
وتوفي في يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الأولى بالقاهرة.
وكان رحمه الله عالي الإسناد في القرآن. فإنه قرأ لورش على الشيخ المعمر محمد بن أحمد بن سعود الأزدي الشاطبي صاحب ابن هذيل سنة بضع وعشرين وستمائة.
وسمع منه كتاب ' التلخيص ' لأبي عمرو الداني في قراءة ورش.
كان رضي الدين إمام عصره في اللغة، تصدر بالقاهرة وأخذ الناس عنه: أبو حيان، وسعد الدين الحارثي، وأبو الحسين اليونيني، والمزي، وابن منير الحلبي، وابن عمرو بن الظاهري، وآخرون.
ذكر لي ابن حرمي الفرضي، عن أبي حيان النحوي، عن الرضي الشاطبي قال: أعرف اللغة على قسمين، قسم أعرف معناها وشاهدها، وقسم أعرف كيف أنطق بها فقط.
وسمعت شيخنا أبا الحسين اليونيني ببعلبك يقول: سألت شيخنا العلامة رضي الدين الشاطبي عما ذكره أبو عمر الزاهد في كتابه ' ياقوتة الصراط ' عند قوله عز وجل: * (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) * قال: يعني الإخصاء. قلت له: هل تعرف الإخصاء بمعنى الخصاء؟ قال: لا أعرف أحدا ذكره إلا أنني أحفظ بيتين لأهل الأندلس، قال: وهم يسمون القط قطرسا. وأنشدني البيتين، وهما:
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»