تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ٨٥
وقرأ بمصر القراءات على أبي الجود. وبدمشق على الكندي، وابن باسويه. وأحكم العربية وبرع فيها، واجتمع بالجزولي وسأله عن مسألة من مقدمته. وسمع ببغداد من أبي محمد بن الأخضر، وبحلب من الافتخار الهاشمي. وبدمشق من الكندي وقرأ عليه ' كتاب سيبويه ' بكماله.
واشتغل ببغداد أيضا على الشيخ. أبي البقاء. وقرأ علم الكلام والأصلين والفلسفة. وكان خبيرا بهذه العلوم قائما عليها مقصودا بإقرائها.
ولي مشيخة التربة العادلية التي شرطها القراءات والنحو؛ درس بالعزيزية نيابة.
وصنف شرحا مختصرا ' للشاطبية '، وشرح ' المفصل ' للزمخشري في عدة مجلدات وما قصر فيه. ' وشرحا ' للجزولية، وغير ذلك.
وكان مليح الشكل، حسن البزة، إماما كبيرا، مهيبا، متقنا. وقد عزم على الرحلة إلى الفخر ابن الخطيب فبلغه موته.
وكان له حلقة إشغال. وهو كان الحكم بين أبي شامة والشمس أبي الفتح في أيهما أولى بمشيخة التربة الصالحية، والقصة معروفة، فرجح أبا الفتح بعض الشيء. وقيل: لم يرجحه بل قال: هذا رجل يدري القراءات؛ وقال عن أبي شامة: هذا إمام.
فوقعت العناية بأبي الفتح.
وقد ذكره أبو شامة في ' تاريخه ' وما أنصفه فقال: في سابع رجب توفي العلم أبو محمد القاسم بن أحمد بن أبي السداد المغربي، النحوي، وكان معمرا، مشتغلا بأنواع من العلوم على خلل في ذهنه.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»