تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ٢٨٧
قلت: بتقدير صحة العقيدة فلا كلام، وإنما الكلام فيمن يقول: العالم هو الله، كقوله في الفصوص إنه عين ما ظهر وعين ما بطن، وهو المسمى بأبي سعيد الخراز، وغير ذلك من أسماء المحدثات.
ومن طالع كتب هؤلاء علم علما ضروريا بأنهم اتحادية، مارقة من الدين، وأنهم يقولون: الوجود الواجب القديم الخالق هو الممكن المخلوق ما ثم غير ولا سوى. ولكن لما رأوا تعدد المخلوقات قالوا: مظاهر ومجالي. فإذا قيل لهم فإن كانت المظاهر أمرا وجوديا تعدد الوجود. وإلا لم يكن لها حينئذ حقيقة. وما كان هكذا تبين أن الموجود نوعان خالق ومخلوق.
قالوا: نحن ثبت عندنا بالكشف ما يناقض صريح العقل. ومن أراد أن يكون عارفا محققا فلا بد أن يلتزم الجمع بين النقيضين، وإن الجسم لواحد يكون في وقت واحد في موضعين.
314 - عبد الحميد بن رضوان بن عبد الله.
أبو محمد المصري، الشافعي، الجراحي.
ولد في سنة ثمانين وخمسمائة في مستهل صفر بالقاهرة.
وذكر أنه قرأ القرآن على أبي الجود، وأنه سمع على أبي القاسم البوصيري. وقد روى عن ابن اللتي يسيرا.
وتوفي في المحرم ودفن بقاسيون.
وكان أديبا فاضلا يلقب مجد الدين.
روى عنه: ابن الخباز، وغيره.
وقرأ عليه ابن فرح كتاب ' شرح السنة ' بروايته عن القزويني.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»