تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ٢٨٦
التوزي، معثر عرف بالجوبان القواس:
* مظاهر ألح (....
*....) فيها فلا يحد * * ف (...) لا يكاد يخفى * وظاهر لا يكاد يبدو * * نشهده بين ذا وهذا * بأعين منه تستمد * * إن بطن العبد فهو رب * أو ظهر الرب فهو عبد * * فعين كن عين زل * وجودا قبض وبسط أخذ ورد * * مراتب الكون ثابتات * وهو إلى حكمها المرد * وقال الشيخ صفي الدين الأرموي الهندي: حججت في حدود سنة ست وستين، وبحثت مع ابن سبعين في الفلسفة فقال لي: لا ينبغي لك الإقامة بمكة. فقلت: كيف تقيم بها أنت؟ فقال: انحصرت القسمة في قعودي بها، فإن الملك الظاهر يطلبني بسبب انتمائي إلى أشراف مكة، واليمن صاحبها له في عقيدة، ولكن وزيره حشوي يكرهني.
قال صفي الدين: وكان داوى صاحب مكة فصارت له عنده مكانة بذلك ويقال إنه نفي من المغرب بسبب كلمة كفر صدرت منه، وهي أنه قال: لقد تحجر ابن آمنة في قوله: لا نبي بعدي.
قلت: وإن فتحنا باب الاعتذار عن المقالات وسلكنا طريقة التأويلات المستحيلات لم يبق في العالم كفر ولا ضلال، وبطلت كتب الملل والنحل واختلاف الفرق. وقد ذكر الغزالي رحمه الله في كتاب ' مشكاة الأنوار ' فصلا في حال الحلاج فأخذ يعتذر عما صدر منه مثل قوله: أنا الحق. وقول الآخر: ما في الجبة إلا الله. وهذه الإطلاقات التي ظاهرها كفر، وحملها على محامل سائغة، وأولها وقال: هذا من فرط المحبة وشدة الوجد، وإن ذلك كقول القائل: أنا من أهوى ومن أهوى أنا.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»