تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ١١٩
الأدب معهم ما لا مزيد عليه. فلما فرغت النبوة مد صحون الحلواء والقطائف السكرية، فأكلوا بعضه، وأخذ عامة ذلك الفقراء في خرقهم.
ثم رقص هو وغلمانه والمشايخ، فلما فرغوا مد فواكه في غاية الكثرة والحسن. وكان ذلك في آخر الشتاء. وكان يدخرها من كفربطنا وزبدين وغير ذلك، فإنها كانت إقطاعه. ثم غنوا ثالث نوبة، ومد مكسرات، فرفع الفقراء عامة ذلك. وكان الماء بالثلج والسكر والمسك والمباخر بالند والعنبر طول الليل.
فلما كان وقت السحر أدخل الفقراء إلى حمام ابن السرهنك المجاور لداره، فدخل كثير من الجماعة، ولم أدخل أنا، فخدمهم بنفسه وغلمانه، وكسا جماعة لما خرجوا ثيابا، وسقاهم السكر، ومد لهم ططماجا، وخلع على المغاني عدة أقبية فاخرة.
وكان هذا السماع في آخر سنة تسع وخمسين، واللحم بسبعة دراهم، والغرارة بثلاثمائة درهم.
- حرف الياء - 79 - يحيى بن بكران.
الجزري، زين الدين الجزري، التاجر.
سكن دمشق، وصار من عدولها.
وولي ديوان الحشر، وغيره.
ومات في شعبان وروى لنا ولده عن البكري حضورا.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»