تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٦ - الصفحة ٢٧٣
وكنت أزوره فأعرض عليه المال فيمتنع، فهو وهبني هذا الإزار وقال لي: أحرمت فيه عشرين حجة.
قلت: وأما تعظيمه للفقيه محمد اليونيني فأمر زائد، كان عنده بالقلعة وهو في سماع البخاري، فتوضأ الفقيه مرة، فقام ونفض تخفيفته وقدمها إلى يديه ليتنشف بها أو ليطأ عليها أنا أشك حدثني بذلك شيخنا أبو الحسين ابن اليونيني. وقد سار مرة إلى بعلبك، فبدأ قبل كل شيء، فأتى دار الفقيه، ونزل فدق الباب، فقيل: من ذا فقال: موسى.
قال أبو المظفر ابن الجوزي: مات في يوم الخميس رابع المحرم ودفن بالقلعة. وقال: وكان آخر كلامه لا إله إلا الله، ونقل إلى تربته بعد أربعة أشهر.
وقال سعد الدين في تاريخه: كان مرضه دمامل في رأسه ومخرجه. تنسر جرحه، ودود، ووقع منه لحم. وأظهر الناس عليه حزنا عظيما. ولبس أجناده وحاشيته البلاسات والحصر، وجاءه نساؤهم إلى باب القلعة يندبن ويبكين. وغلقت الأسواق.
4 (حرف النون)) 4 (ناص بن نصر بن قوام بن وهب.)) العدل، الأجل، أمين الدين، الرصافي، التاجر.
ولد سنة سبع وستين وخمسمائة.
وسمع بإصبهان من خليل الراراني بإفادة شمس الدين ابن خليل.
روى عنه: زكي الدين البرزالي، وشهاب الدين القوصي، ومجد الدين ابن الحلوانية، وغيرهم.
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»