تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٥ - الصفحة ١٧٩
بها دروسا جميع تفسير القرآن. وقد اختصر كتاب الأم للشافعي. وصنف في الفرائض.
قال أبو شامة: كان في ولايته عفيفا في نفسه نزها، مهيبا، ملازما لمجلس الحكم بالجامع، وغيره. وكان ينقم عليه أنه إذا ثبت عنده وراثة شخص وقد وضع بيت المال أيديهم عليها، يأمره بالمصالحة لبيت المال. ونقم عليه استنابته في القضاء لابنه التاج محمد، ولم تكن طريقته مستقيمة. قال: وكان يذكر أنه قرشي شيبي، فتكلم الناس في ذلك، وولي بعده القضاء وتدريس العادلية شمس الدين الخويي.
ونقلت من خط الضياء: توفي القاضي يونس بن بدران المصري، بدمشق، وقليل من الخلق من كان يترحم عليه.
قلت: روى عنه البرزالي، الشهاب القوصي، وعمر ابن الحاجب وقال: كان يشارك في علوم كثيرة، وصار وكيلا ليت المال، فلم يحسن السيرة قبل القضاء.
قال ابن واصل: كان شديد السمرة، يلثغ بالقاف همزة، صلى ليلة بالملك المعظم فقرأ نبأ ابني آدم بالحق فضحك منه السلطان، وقطع الصلاة.
وقال القوصي: أنشدنا الجمال المصري، قال: أنشدنا السلفي لنفسه:
* قد كنت أخطو فصرت أعدو * وكنت أغدو فصرت أخطو * * خان مشيبي يدي ورجلي * فليس خطو وليس خط * توفي في أواخر ربيع الأول، ودفن في مجلس بقاعته شرقي القليجية من قبلي الخضراء.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»