تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٤ - الصفحة ٢٣
أجنكز خان ملك طمغاج الصين قال: نعم. فقال: ما ترى في المصلحة قال الاتفاق. فأجاب إلى ملتمس جنكز خان. قال فسر جنكز خان بذلك، واستمر الحال على المهادنة إلى أن وصل من بلاده تجار، وكان خال السلطان خوارزم شاه ينوب على بلاد ما وراء النهر، ومعه عشرون ألف فارس، فشرهت نفسه إلى أموال التجار وكاتب السلطان يقول: إن هؤلاء القوم قد جاؤوا بزي التجار، وما قصدهم إلا إفساد الحال وأن يجسوا البلاد، فإن أذنت لي فيهم. فأذن له بالاحتياط عليه. وقبض عليهم، واصطفى أموالهم. فوردت رسل جنكز خان إلى خوارزم شاه تقول: إنك أعطيت أمانك للتجار، فغدرت، والغدر قبيح، وهو من سلطان الإسلام أقبح، فإن زعمت أن الذي فعله خالط بغير أمرك، فسلمه إلينا، وإلا فسوف تشاهد مني ما تعرفني به.
فحصل عند خوارزم شاه من الرعب ما خامر عقله، فتجلد، وأمر بقتل الرسل، فقتلوا، فيا لها حركة لما هدرت من دماء الإسلام، أجرت بكل نقطة سيلا من الدم، ثم إنه اعتمد، من التدبير الرديء لما بلغه سير جنكز خان إليه أنه أمر بعمل سور سمرقند، ثم شحنها بالرجال، فلم تغن شيئا، وولت سعادته، وقضي الأمر.
وقال المؤيد عماد الدين في تاريخه: قال النسوي كاتب الإنشاء الذي لخوارزم شاه: مملكة الصين دورها ستة أشهر، وهي سنة أجزاء، كل جزء عليه ملك، ويحكم على الكل الخان الأكبر يقال له الطرخان، وهذا كان معاصر خوارزم شاه محمد، وقد ورث الملك كابرا عن كابر، بل كافرا عن كافر. وإقامته بطوغاج في وسط الصين. وكان دوشي خان أحد الستة متزوجا بعمة جنكز خان الذي فعل الأفاعيل وأباد الأمم. وجنكز خان من أمراء بادية الصين، وهم أهل شر وعتو، فمات دوشي المذكور، فعمدت زوجته إلى ابن أخيها جنكز خان وقد) جاءها زائرا فملكته، وكان الملكان اللذان هما مجاوران لهم هما: كشلي خان، وفلان خان، فرضيا بجنكز خان، وعاضداه، فلما أنهي الأمر إلى القان ألطور أنكر
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»