تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٤ - الصفحة ١٨٥
يركع. وربما روى أن أنسا قال: لم أر أحدا أشبه صلاة برسول الله من هذا الفتى، يعني: عمر بن عبد العزيز. قال: فحزرنا في سجوده عشر تسبيحات. وروى ثابت أن أنسا قال: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله قال ثابت، وكان يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع، انتصب قائما حتى يقول القائل: قد نسي.
وأما صلاته، فكان يقضي صلوات، فربما في اليوم والليلة صلوات أيام عديدة. وسمعت الإمام عبد المحسن بن عبد الكريم المصري يقول: سمعت الشيخ العماد يقول: فاتتني صلاة العصر قبل أن أبلغ وقد أعدتها مائة مرة، وأنا أريد أن أعيدها أيضا.
وأما صيامه فكان يصوم يوما ويفطر يوما.
وكان كثير الدعاء بالليل والنهار، إذا دعا كان القلب يشهد بإجابة دعائه من كثرة ابتهاله وإخلاصه، وقد روي أن الله يحب الملحين في الدعاء. وكان بين الصلاتين يوم الأربعاء يمضي إلى مقابر الشهداء بباب الصغير، فيدعو ويجتهد له وللمسلمين إلى قرب العصر، لا يكاد يفوته ذلك لما روي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في بعض الأيام، فلما كان يوم الأربعاء بين الظهر والعصر استجيب له، قال جابر: فما أصابني أمر غائظ، فتوخيت ذلك الوقت، فدعوت إلا رجوت الإجابة.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»