تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٣ - الصفحة ٣٢٢
قرأ القرآن على أبي إسحاق إبراهيم بن حسين بن محارب صاحب أبي عبد الله محمد ابن غلام الفرس.
وقرأ القراءات ببلنسية على أبي الحسن ابن هذيل، وسمع منه، ومن أبي الحسن ابن النعمة، وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة. وأجاز له أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم الغرناطي، والحافظ عبد الحق الإشبيلي. وتصدر للإقراء، ورأس في ذلك أهل عصره.
قال الأبار: كانت الرحلة إليه في وقته، ولم يكن أحد يدانيه في الضبط والتجويد والإتقان، وتصدر في حياة شيوخه أخذ عنه الآباء والأبناء، واضطرب بأخرة في روايته فأسند عن جماعة أدركهم، وكان بعض شيوخنا ينكر عليه ذلك مع صحة روايته عن عن المذكورين قبل وإكثاره عنهم، حتى لقد انفرد بقراءة تأليف أبي الحسن ابن النعمة في التفسير المترجم ب ري الظمآن. قلت: فعلى هذا تكون روايته للقراءآت عن أبي عبد الله ابن غلام الفرس مزلزلة، ولهذا لم يذكرها الأبار. ثم قال: أخذ عنه والدي القراءات، وأخذتها عنه بعد ذلك بمدة، وسمعت منه جملة. وتوفي في ثالث صفر قبل الكائنة العظمى على المسلمين بوقعة العقاب من ناحية جيان بأيام، وقد قارب الثمانين.
قلت: قرأت للسبعة على شيخنا برهان الدين الإسكندراني، عن قراءته على علم الدين القاسم) بن أحمد الأندلسي، وقال له: قرأت القراءات وقرأت التيسير على جماعة منهم: أبو جعفر أحمد بن علي ويعرف بالحصار، وكتب له الحصار بخط يده أنه رواه، يعني التيسير عن أبي عبد الله محمد بن الحسن ابن غلام الفرس، وقال الحصار: لم ألق مثله في الإقراء، ومنه أخذت التجويد، وقرأ على أبي داود، وابن الدش، ثم قال: وقرأ
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»