تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٣ - الصفحة ٣١١
وغير ذلك وتوجه رسولا إلى الخليفة غير مرة، وولي قضاء الموصل خمسة أشهر ثم عزل، وذلك في صفر سنة ثلاث وتسعين. فولي بعده ضياء الدين القاسم بن يحيى الشهرزوري. وكان شديد الورع والتقشف، فيه وسوسة لا يمس القلم للكتابة إلا ويغسل يده. وكان لطيف الخلوة، دمث الأخلاق، كثير المباطنة لنور الدين صاحب الموصل يرجع إليه، ويشاوره، فلم يزل معه حتى نقله من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي، فلما توفي توجه الشيخ عماد الدين، وذلك في سنة سبع الماضية، إلى بغداد وأخذ السلطنة للملك القاهر مسعود ابن نور الدين، وأتى بالتقليد والخلعة.
قال: وكان مكمل الأدوات، غير أنه لم يرزق سعادة في تصانيفه، فإنها ليست على قدر فضائله. توفي في سلخ جمادى الآخرة بالموصل. وقال المظفر الدين صاحب إربل: رأيته في النوم، فقلت له: ما مت قال: بلى ولكني محترم. وحفيده مصنف التعجيز هو تاج الدين عبد الرحيم بن محمد، يأتي سنة سبعين.)) 4 (مسعود بن بركة بن إسماعيل:)) أبو الفتح البغدادي، الحلاوي، البيع، المعروف بابن الجرذ. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة. وسمع من: قاضي المارستان أبي بكر، وغيره.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»