تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٤٠٥
والمدارس، وجدد من مواطن العبادات ما كان دارسا، وأدر الصدقات، وبنى في الطرق الخانات. وكان بالجود والسخاء موصوفا.
قلت: امتدت أيامه، وأسن ومرض بالنقرس مدة.
ذكر العدل شمس الدين الجزري في تاريخه أنه توفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى، ودفن بتربة له إلى جانب جامع هراة.
قال ابن الأثير: وكان عادلا سخيا، قرب العلماء وبنى المدارس والمساجد وكان مظفرا في روبه لم ينسكر له عسكر. وكان ذا دهاء ومكر وكرم. أسقط المكوس ولم يتعرض لمال أحد.
وكان من مات بلا وارث تصدق بما خلفه. وكان فيه فضل وأدب. وقد نسخ عدة مصاحف، لم يبد منه تعصب لمذهب، وكان يقول: التعصب قبيح.
وأما أخوه شهاب الدين فإنه قتل غيلة. ثم إن خوارزم شاه محمد بن تكش قصد عزنة في سنة خمس وستمائة، وظفر بالملك غياث الدين محمود ولد غياث الدين محمد بن سام وقتله بعد أن آمنه، وترك بغزنة جلال الدين بن خوارزم شاه.
ولما توفي غياث الدين محمد كان الأمير تاج الدين ألدز أحد موالي الملوك الغورية قد استولى على باميان وبلخ، فسار إلى غياث الدين ابن غياث الدين ليكون في نصره، فحضر وأحضر العلماء وفيهم رسول الخليفة مجد الدين يحيى بن الربيع مدرس النظامية، وكان قد نفذ رسولا إلى شهاب الدين الغوري، فتقل شهاب الدين وابن الربيع بغزنة فالتمس تاج الدين ألدز
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»