يقول غير مرة: ما أعلم بالأندلس أحفظ لمذهب مالك من عبد المنعم بن الفرس بعد أبي عبد الله بن زرقون، وبيته عريق في العلم.
قال الأبار: وألف عبد المنعم كتابا في أحكام القرآن من أحسن ما وضع في ذلك. وحدث عنه جلة شيوخنا وأكابر أصحابنا.
وقال أبو عبد الله التجيبي، وذكر عبد المنعم بن الفرس: رأيت من حفظه وذكائه وتفننه في العلوم عند رحلتي إلى أبيه فأعجبت منه، وأنشدني كثيرا من نظمه، واضطرب قبل موته بيسير لاختلال أصابه في صدر سنة خمس وتسعين وخمسمائة من علة خدر طاولته، فترك الأخذ عنه إلى أن توفي في رابع جمادى الآخرة سنة سبع، وشيعه أمم. وكسر نعشه وتقسموه رحمه الله تعالى.
قلت: روى عنه: إسماعيل بن يحيى الغرناطي العطار، وعبد الغني بن محمد الغرناطي، وأبو الحسين يحيى بن عبد الله الداني الكاتب، وآخرون.
وسمع منه الشرف المرسي موطأ مالك، رحمه الله تعالى.
4 (عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد.)) أبو غالب ابن الشيخ الأجل أبي منصور بن الحصين الشيباني، نظام الدين البغدادي الكاتب.
ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وروى عن: أبي الوقت، وأبي الكرم الشهرزوري، وجماعة.
وحدث بالشام ومصر.
وتوفي في رمضان بحلب.