تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٥٠
* أما الغبار فإنه * مما أثارته السنابك * وقال للعماد: أجز. فقال:
* فالجو منه مغبر * لكن بتاشير السنابك * * يا دهر لي عبد الرحيم * فلا أبالي مس نابك.
* قلت: وقد سمع: أبا كاهر السلفي، وأبا محمد العثماني، وأبا الظاهر ابن عوف، أبا القاسم بن) عساكر الحافظ، وعثمان بن سعيد بن فرج العبدري.
قال المنذري: وزر للسطان صلاح الدين وركن إليه ركونا تاما، وتقدم عنده كثيرا. وكان كثير البر والمعروف والصداقة. وله آثار جميلة ظاهرة، مع ما كان عليه من الإغضاء والاحتمال.
توفي في ليلة سابع ربيع الآخر.
وقال الموفق عبد اللطيف: ذكر خبر القاضي الفاضل. كانا ثلاثة إخوة، واحد منهم خدم في الإسكندرية وبها مات، وخلف من الخواتيم صناديق. ومن الحصر والقدور والخزف بيوتا مملوءة. كان متى رأى خاتما أو سمع به تسبب في تحصيله.
وأما الآخر فكان له هوس مفرط في تحصيل الكتب، وكان عنده زهاء مائتي ألف كتاب، من كل كتاب نسخ.
والثالث القاضي الفاضل، وكان له غرام بالكتابة، وبتحصيل الكتب أيضا، وكان له الدين والعفاف والتقى، مواظب على أوراد الليل، والصيام، والتلاوة. ولما ملك أسد الدين احتاج إلى كاتب، فأحضره، فأعجبه نفاذه وسمته ونصحه، فلما ملك صلاح الدين استخلصه لنفسه، وحسن اعتقاده فيه.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»