تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ٣٦
ووثق به في حفظها، فنازلها صلاح الدين وأخذها. وامتنع عليه الحصن يوما، وتسلمه بالأمان.
وسار إلى اللاذقية، وهي بلد كبير على الساحل، بها قلعتان على تل، ولها ميناء من أحسن المواضع، وهي من أطيب البلاد، فحاصرها أياما، وأفتتحها، وأخذ منها غنائم كثيرة، ثم نازل القلعتين، وغلقت النقوب، فصاحوا بالأمان إلى أنطاكية.
قال العماد: ولقد كثر تأسفي على تلك العمارات كيف زالت، وعلى تلك الحالات كيف حالت.
4 (فتح صهيون)) وسار فنازل صهيون، وهي حصينة في طرف الجبل، ليس لها خندق محفور إلا من ناحية واحدة، طوله ستون ذراعا، نقر في حجر، ولها ثلاثة أسوار. وكان على قلتها علم طويل عليه صليب. فلما شارفها المسلمون ووقع الصليب، فاستبشروا ونصبوا عليها المناجيق، وأخذوها بالأمان في ثلاثة أيام، ثم سلملها إلى ناصر الدين منكورس بن الأمير خمارتكين، فسكنها وحصنها. وكان من سادة الأمراء وعقلائهم. وتوفي وهو مالك صهيون. وولي بعده ولده مظفر الدين عثمان، ثم وليها بعده سيف الدين محمد بن عثمان إلى بعد السبعين وستمائة.
4 (فتح الحصون الشمالية)) وبث السلطان عسكره وأولاده فأخذوا حصون تلك الناحية مثل
(٣٦)
مفاتيح البحث: محمد بن عثمان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»