تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٩ - الصفحة ٣٨٢
الله. فقال: لا تظن أن تركي لك لوجدة، بل كنت مفكرا في المنام حتى فتح الله بتأويله. إعلم أن غسل الثياب غسل أوساخ الذنوب، ولا ذنب أوسخ من تناول أموال المكوس. فلا تترك من يومنا هذا في بلد من بلادي مكسا، ولا درهما حراما، واكتب بذلك تواقيع تكون مخلدة في البلاد.
والتفت إليه إسماعيل فقال: مر أطلق ابن شمام، ورد عليه ما أخذ منه. فلما عرف ابن شمام بذلك، اقترح بأن يجعل الذهب في أطباق، وتزف بالطبول والبوقات في الأسواق. فأمر نور الدين بإجابته، وأن يخلع عليه.
وكتب جدي خالد بذلك تواقيع ونسختها كلها: الحمد لله فاتح أبواب الخيرات، بعد إغلاقها، وناهج سبل النجاة لطلابها وطراقها، وفارج الكربات بعد إرتاجها وإطباقها، الذي منح أولياءه) التوفيق، وأوضح لهم دليله، ونصر أهل الحق، وأعان قبيله، نحمده على جزيل مواهبه، وجليل رغائبه، ونسأله أن يصلي على محمد الذي أوضح الطريق والمحجة، وأوجب الحجة، وعلى آله..
إلى أن قال: وبعد، فقد اتضح على الأفهام، ووضح عند الخاص والعام، ما نغاديه ونراوحه، ونماسيه ونصابحه، ونشتغل به عامة أوقاتنا، ونعمل فيه عقولنا وأفكارنا من الإجتهاد في إحياء سنة حسنة، وإماتة سنة سيئة، وإزالة مظلمة، ومحو سيرة مؤلمة..
إلى أن قال: وقد علمتم معاشر الرعايا وفقكم الله، ما كان مرتبا من المظالم المجحفة بأحوالكم، والمكوس المستولية على شطر أموالكم، والرسوم المضيقة عليكم في أرزاقكم، فأمرنا بإزالة ذلك عنكم أولا فأولا، ولا نتبع في إقراره على وجوهه شبهة ولا تأولا. وقد كان بقي من رسم الظلم ومعالم الجور في سائر ولايتنا ما أمرنا بإزالته رأفة بكم ولطفا، الآن خفف
(٣٨٢)
مفاتيح البحث: الظلم (2)، الغسل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»