تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٩ - الصفحة ٣٠٤
وببغداد من: البارع، وابن الحصين، وأبي العز بن كادش.
ثم قدم دمشق فسكنها مدة، وأقرأ بها القرآن والنحو. وكان ماهرا بالعربية، بصيرا بالقراءآت، عالي الإسناد فيها، شديد العناية بها من صغره. وكان متواضعا، حسن الأخلاق، ثقة، نبيلا.
وحدث ابن سعدون هذا عن أبي القاسم الزمخشري بكتاب أسماء الجبال والمياه.
وخرج عن دمشق حين توجه النصراني الكندي إليها، فدخل الموصل وذهب إلى إصبهان، ثم عاد إلى الموصل فسكنها.
ولد في ربيع الأول سنة ست وثمانين وأربعمائة.
روى عنه: الحافظان ابن عساكر، والسمعاني، وأبو جعفر القرطبي والد التاج، وعبد الله بن) الحسن الموصلي، ومحمد بن محمد الحلي، والقاضي بهاء الدين يوسف بن شداد، وأبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي.
وقرأ عليه القراءات فخر الدين محمد بن أبي المعالي الموصلي، وعز الدين محمد بن عبد الكريم بن حرمية البوازيجي، وابن شداد، والكمال عبد المجير بن محمد القبيصي بحلب.
قال ابن عساكر: هو ثقة، ثبت.
وقال ابن السمعاني: هذا أحد أئمة اللغة، وله يد قوية في النحو. قرأ القراءات بروايات على جماعة بمصر والعراق، وهو فاضل دين، ورع، حسن الإقراء والأخذ. له وقار وسكون، واشتغال بما يعنيه. سمعت منه نسخة أبي عبد الله الرازي، وكان ثقة، ثبتا، صدوقا، نبيلا، قليل الكلام، كثير الخير، مفيدا.
وقال ابن عساكر: توفي يوم الجمعة يوم عيد الفطر.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»